كتب رامح حمية في “الأخبار”: منذ عام 1991، مع «عودة» الدولة إلى سياسة تلف حقول حشيشة الكيف، لم تشهد سهول وجرود غرب بعلبك وشمالها، وصولاً إلى الهرمل، تراجعاً في زراعة هذه النبتة كما تشهده هذا الموسم، في وقت سُجّل فيه انهيار لافت في سعر «الهقّة» (وحدة وزن للحشيشة تزن 1200 غرام) من 100 دولار إلى 30 دولاراً.
في جولة لـ«الأخبار» على سهول وجرود في غرب بعلبك، بدا لافتاً تضاؤل المساحات المزروعة بالحشيشة والتي كانت الأجهزة الأمنية تقدّرها بأكثر من 25 ألف دونم. ويشير مزارعون إلى تقلص حقول الحشيشة بما يراوح بين 75% و90%، فيما أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» تسجيل تراجع كبير في زراعة القنّب الهندي، عازياً الأمر الى العمليات الأمنية التي طالت عدداً كبيراً من أماكن التصنيع ومصادرة آلات ومعدات وكميات كبيرة من الحشيشة المصنعة والموضّبة التي كانت جاهزة للتهريب، فضلاً عن إقفال المطار والمرفأ والمعابر غير الشرعية أمام عمليات التهريب على اختلافها.
أحد التجّار عزا التراجع الكبير الى عوامل عدة دفعت بالمزارعين الى التخلّي عن زراعة الحشيشة، أهمها «عدم تصريف الإنتاج للموسمين الماضيين بسبب عدم القدرة على نقله وتهريبه لإقفال عدد من طرق التهريب وضبط كميات كبيرة. كما أن تكديس إنتاج الحشيشة ساهم في انخفاض سعر الهقة بشكل كبير ليتراوح سعرها اليوم ما بين 20 و30 دولاراً، من 80 – 100 دولار، وهذا الانخفاض الأول منذ سنوات طويلة، ما يجعلها غير مربحة للمزارع أو المصنّع او التاجر».