لمناسبة ذكرى رحيل رائد الفكر الاسلامي الداعية الدكتور فتحي يكن، أقام نادي “قاف” للكتاب، بالتعاون مع نادي “نون” الثقافي، لقاء فكرياً بعنوان: “الهوية المفقودة والتغيير المنشود في رحاب كتاب الشباب والتغيير”، وذلك في مقر “المركز اللبناني للعدالة” بطرابلس.
حضر اللقاء القاضي نبيل صاري، الأميرال نزيه بارودي، عضو المجلس البلدي الدكتور صفوح يكن، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال سعيد العويك، رئيس حزب “الوفاء اللبناني” الدكتور أحمد علوان، مسؤول إتحاد الشباب الوطني في طرابلس خالد عدس، المدير العام للرابطة النسائية الاسلامية الدكتورة رابعة فتحي يكن ، الدكتورة هند صوفي، رئيسة جمعية” الإصلاح والتأهيل” السيدة فاطمة بدرة ، المختارين هيثم يكن وربيع مراد، وفعاليات سياسية وثقافية وإجتماعية، ورؤساء جمعيات، ولفيف من أفراد عائلة الداعية يكن ومحبيه.يكنبداية تلاوة عطرة من القرآن الكريم، ونبذة تعريفية عن الراحل، ثم ألقت كريمة الداعية يكن، رئيسة نادي “قاف” للكتاب الدكتورة عائشة فتحي يكن كلمة، استذكرت فيها محطات من حياة الراحل ودوره في تأسيس الحركة الإسلامية. وقالت: ” في مثل هذا اليوم من العام 2009، كان الداعية فتحي يكن يرقد بين الحياة والموت، ينتظر لقاء ربه، وينتابه شعور عميق دافق بقرب الخروج من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة. مع إحساس بدنو الأجل، كما يقول في مقدمة كتابه الأخير: “ليت قومي يعلمون”. التي كتبها قبل أيام من رحيله، وختمها بقوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” .أضافت: “والدي ومرشدي…وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. ماذا عساي أن أقول، وأنت الذي يشهد القاصي والداني على أدبك وطيبتك، وتواضعك وكرمك، وصبرك على الشدائد والمحن، واعتزازك بدينك وعقيدتك، ومواقفك الجريئة في الحق. فأنت لم تخش في الله لومة لائم، وكنت القائد والمعلم، الذي يتجسد فيه القول المأثور: سيد القوم خادمهم.” لقد عرفتك أزقة طرابلس ومساجدها، حين اعتليت منابرها يافعاً تنثر بذور الدعوة، وتحمل رؤية تغييرية تهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية”.وتابعت: “هذه الرؤية انطلقت بها إلى كل المدن والقرى اللبنانية، من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، ومنها إلى الدول العربية والإسلامية. وإلى الجاليات العربية والإسلامية في المهجر. ولكنك بقيت مرابطاً في طرابلس حتى آخر يوم من حياتك، رغم كل الظروف والأزمات، ورغم عالمية الدعوة التي حملتها وآمنت بها، وانتشرت في أصقاع العالم، من خلال كتبك التي ترجمت إلى العديد من اللغات”.وأكدت أن “الداعية فتحي يكن قدم تجربة فريدة في الإسلام الشامل المتعايش مع روح العصر ومتطلبات المرحلة، لقناعته بأن الإسلام قادر على تقديم الأمثل للإنسانية سواء على المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي أو المؤسساتي. ولعل دخوله المعترك النيابي وإيمانه بالتغيير المؤسساتي، يشكل إحدى تجليات هذه القناعة”. السرموطكما تحدث الرئيس السابق لنادي “نون” ربيع السرموط، فأكد انه “كل ما ذكر لفظ الداعية، يعرف الجميع أن المقصود هو المربي الراحل المرحوم فتحي يكن. كيف لا وهو الذي أمضى حياته في سبيل الدعوة والتعليم والإرشاد.”وقال: “لقد وضع فتحي يكن ملامح المنهج الإسلامي. حيث العقيدة تأتي أولاً، منهج وسطي، يجمع بين الحداثة والأصالة، بعيداً عن عقد الدونية والتبعية. منهج مبني على الفهم العميق والتكوين الدقيق، والعمل المتواصل، منهج يمكن اختصاره بثنائية هي التربية والدعوة. يهتم بالفرد، يهتم بالعائلة، يهتم بالمجتمع. حيث يكون الاهتمام بالفرد من خلال الإعداد المتكامل والمتوازن، والإعداد الميداني…”.نقاشثم كان نقاش لكتاب “الشباب والتغيير” أدارته رئيسة نادي “نون” الثقافي نور حسين، ، متوقفة عند أهم المواضيع التي طرحها الكتاب لا سيما “دور الشباب في التغيير الإسلامي”، “كيفية إعداد الشباب للتغيير على النهج الإسلامي”، إضافة إلى إضاءات على خصائص المنهج الإسلامي في التغيير، وخصائصه التي تميز بها عن المناهج المعتمدة في الاتجاهات العقائدية الأخرى، وصولاً إلى أن المنهج الإسلامي هو الأشمل.درويشأعقبها الدكتور ماجد درويش الذي قال : “ابتداء أتوجه بالشكر الجزيل إلى الدكتورة الفاضلة ابنة أبيها، الدكتورة عائشة، رضي الله عن أم المؤمنين وعنك أيضاً. سماك على اسمها لأنه كان يدرك بفراسته أنه سيكون لك شأن في العلم كما كان لها شأن في العلم إن شاء الله.”وتابع: “أريد أن تلاحظوا انه في أساسه محاضرة ألقاها أستاذنا رحمه الله تعالى في إيطاليا، في مخيم للشباب الإسلامي في العام 1979، حيث كان الصراع بين التيار القومي والإسلامي على أشده، وهذه المحاضرة في مكانها وزمانها دليل على هذا الصراع. لأن كثيراً من الشباب المسلم هاجر من بلاده وانتشر في بلاد الغرب، وما نشهده الآن من إسلام في بلاد الغرب هو ثمرة هذا التشرد. أعداد كبيرة خرجت من بلادها في سبيل الله، في الوقت الذي كان المد القومي بشكل أو بآخر يدعم الأنظمة ضد الإسلاميين. ولكن الأيام مرت بعد ذلك، والتقى التياران القومي العربي والإسلامي في منتصف الطريق، خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، الذي شهدنا ويلاته. وبالتالي فبعد العام 1982 اختلف الخطاب إلى حد ما”. مداخلاتوكانت كلمات ومداخلات لأعضاء نادي “قاف” للكتاب، ونادي “نون” الثقافي وللحضور، ركّزت على أهم الإشكاليات التي يطرحها الكتاب، والمحفزات والعوائق التي تعترض دور الشباب في عملية التغيير بمفهومه الشامل، إضافة إلى كيفية تطبيق المنهج الإسلامي للتغيير في مجتمع متعدد الثقافات والمشارب الفكرية. ومسك الختام كان مع الدكتورة رابعه فتحي يكن التي تناولت التحولات في خطاب الداعية يكن في كتبه، وفي الخطاب السياسي الإسلامي الذي يتماشى مع روح العصر، داعية الى إعادة قراءة هذه الكتب، مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي طرأت على كافة الصعد. ثم تحدث الدكتور صفوح يكن الذي تناول في مداخلته محطات ومواقف إنسانية للداعية الدكتور يكن.يذكر أنه تم توزيع كتيّب بعنوان “تأملات للراحل فتحي يكن”، وهو من إعداد كريمته الدكتورة رابعة فتحي يكن.