أعلنت الامينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين نتائج “رصد الواقع البيئي للشاطئ اللبناني لعام ٢٠٢٣” والتي عمل عليها مركز علوم البحار، في مؤتمر عقد في قاعة محاضرات الامانة العامة للمجلس حضره وزير الاعلام زياد المكاري، وزير الصناعة جورج بوشكيان والبيئة ناصر ياسين، وممثلون عن الوزارات.
وقالت الزين: “كما جرت العادة، نلتقي اليوم لنعلن نتائج الواقع البيئي للشاطئ اللبناني، وقد أصبح هذا الإعلان موعدا سنويا، لنسلط الضوء على كل منحى إيجابي في هذا الواقع ولنرفع الصوت كلما لحظنا تدهورا أو تراجعا فيه. ونحن، كجهة حكوميّة علميّة، وإياكم وزراء وعلميون وناشطون وإعلاميون، لا غاية لنا من هذا الإعلان إلا السعي لصحّة بيئتنا”.اضافت: “أين نسبح هذا الصيف؟ هو السؤال الأبرز الذي يتكرر كل سنة، كما ويلحٌ علينا الكثير من الأصدقاء للإسراع في إعلان النتائج قبل بدء موسم السياحة الصيفي. وعلى أهميّة هذا البعد المتعلق بالسباحة والترفيه والسياحة، إلا أن دراسة الواقع البيئي تتخطاه لأنها تؤرخ بيئيا كل ما يحصل في شواطئنا على مدى السنوات، وتتيح لنا ربط المعطيات وتغيراتها، تحديدا التلوث العضوي وغير العضوي، بمصادر التلوّث من جهة ومن جهة أخرى بواقع المعالجات التي تأثرت كثيرا في ظل الأزمة كتوقف محطات معالجة الصرف الصحي. دون أن ننسى أن الكثير من الخصائص تتأثر بعوامل التغير المناخي وتؤثر بدورها على قدرة البحار والمحيطات على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وعلى التنوع الحيوي والحياة البحرية، وهذه حلقة مفرغة دون نهاية. ببساطة ومع كل ما توصلت له مفاهيم العلوم المتداخلة، لا هروب من حقيقة أن صحتنا من صحة بيئتنا”.واشارت الى انه “تم تحليل 37 نقطة مرجعية تمتد على طول الساحل اللبناني من أقصى الشمال في عكار الى أقصى الجنوب في الناقورة”. وقالت: “أكرر كما نذكّر كل عام بأن العينات تؤخذ من المواقع المحددة على مدار 12 شهرا في السنة، ووفق المنهجية التي يوصي بها برنامج الأمم المتحدة لمراقبة الشواطئ MEDPOL والمتّبعة لهذا النوع من الأبحاث الميدانية. وسأترك لزميلي الدكتور ميلاد فخري عرض نتائج تحاليل الخصائص الفيزيائية إلى جانب التلوث البكتيري وتركيزات المعادن الثقيلة (كادميوم، رصاص و زئبق) في الترسبات وأنسجة الأسماك المحلية”.واعلنت ان “الجديد هذه السنة هو عرض لمسوحات القمامة البحرية”. وقالت: “بعض الكميات التي رصدت مخيفة خاصة لجهة هيمنة المكونات البلاستيكية فيها، علما أنه منذ اسابيع قليلة اجتمعت غالبية الدول تحت مظلة اليونسكو للبحث في آليات جديدة للحد من التلوث البلاستيكي خصوصا وأن الكثير من الجهود المبذولة لم تؤت ثمارها. وبحسب وزارة التحول الإيكولوجي الفرنسية، تشير التقديرات اليوم، إلى أن كمية البلاستيك في المحيطات على المستوى العالمي تتراوح بين 75 و 199 مليون طن (وهو ما يمثل 85٪ من القمامة البحرية). وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 640.000 طن من شباك الصيد تُفقد أو تُترك في البحر كل عام وأن 80٪ من القمامة البحرية تأتي من الأنشطة البرية”.وتابعت: “في العرض الذي سيقدمه الدكتور فخري عن أنواع وكميات القمامة، سترون مثلا أن مسحا لمئة متر من شاطئ شعبي خلال فصل الربيع حصد 23290 قطعة وزنها 54 كيلوغراما ومن ضمنها 31 كغ بلاستيك. المؤسف أن المخلفات المبعثرة على الشواطئ مرتبطة أيضا ومباشرة بالسلوك الفردي والجماعي لمن يرتادون البحر”. اضافت: “هذا مدخلٌ لنا لنقول بأن القضايا البيئية بشكل عام والنفايات على أنواعها بشكل خاص تتطلب تضافرا في الجهود بين المواطن والمجتمع المدني والبلديات والوزارات والعلميين كي نصل إلى حلول جذرية ومستدامة. في ما يخص المجلس، أكرر أيضا أن لا غاية لنا، كجهة علمية محايدة ومسؤولة، سوى توفير المعطيات الموثوقة لتكون مرجعاً لمتخذي القرار، ولا ندخل في سجالات هدفها الاستحواذ التجاري أو السياسي”.
ونوّهت “بجهود مدير وعلميي وفنيي المركز الوطني لعلوم البحار لإصرارهم على إتمام هذه التحاليل وعلى الإبقاء على حماسة العمل دون كلل أو ملل، فلهم منا كل الشكر كما ولفريق الأمانة العامة على التنظيم اليوم”.وشكرت وزراء الصناعة والاعلام والبيئة والزراعة وممثل وزير السياحة على حضورهم اليوم “وهو دليل إضافي على التزامكم بقضايا البيئة التي باتت تحتل مساحة مركزية في النقاش السياسي والتنمو”ي.وفي الختام ،عرض المدير الوطني لعلوم البحار الدكتورميلاد فخري التقرير السنوي حول الواقع البيئي للشاطئ اللبناني.