في الأفق مزيد من جولات المواجهة والثنائي:نحن لها

17 يونيو 2023
في الأفق مزيد من جولات المواجهة والثنائي:نحن لها


كتب ابراهيم بيرم في “النهار”: في لحظة واحدة “تقاطعت” مصالح 6 قوى سياسية أساسية لتنتج تفاهماً سياسياً يرى خصومه أنه ائتلاف مرعيّ بعين خارجية وهدفه وضع مزيد من حوائط السد التي تحول دون وصول مرشح الثنائي الى قصر بعبدا.

لا ريب في أن الجلسة الأخيرة للمجلس أظهرت لمكوّنات هذا التفاهم أن الأمور ليست على هذا القدر من اليسر، لكن ذلك الاستنتاج على بلاغته لم يخفض من منسوب عزيمته لخوض تجربة مماثلة انطلاقاً من أن الرماديين الـ18 الذين رفضوا التصويت لأي من المرشحين هم مخزون يمكن التزوّد منه لاحقاً لتثقيل ميزانه في يوم آت.وفي الموازاة يتصرّف الثنائي من منطلق أن نتائج تلك الجلسة لم تبدّد وحسب هجمة الخصوم لكنها أظهرت صدقية معادلات كان حريصاً على التذكير بها وفحواها أن لا رئيس غصباً سيصل الى سدة الرئاسة. ومنذ اليوم الأول لانفتاح معركة السباق الى قصر بعبدا كان الثنائي على يقين من أن حصّته من النواب لن تؤمن له فوزاً مضموناً لأي مرشح يسير به لكنه يعتمد ضمناً على عوامل صارت معروفة ومنها:– إمكان التفاهم ولو بعد لأي مع التيار الوطني الحر على مشترك معيّن يجعله يجنح الى القبول بتسوية وشراكة ما.– أن رياح التطورات الإقليمية بعد اتفاق بكين لم تعد بالضرورة معادية له بل ربما نفخت في شراع مركبه.– أن جبهة المناوئين وإن فرضت عليه الحسابات وتصفيتها بالتقاطع على مصلحة معيّنة يوماً فهي ليست في نهاية المطاف ولن تكون على قلب رجل واحد.وبناءً على ذلك انتظر “حزب الله” طويلاً بلا جدوى إذ ظل الخصوم على المستوى عينه من المواجهة فيما بقي الحليف السابق على درجة المكابرة عينها، وهو ما أضعف الى درجات دنيا آماله بتكرار تجربة انتخابات عام 2016 التي أباحت له تأمين وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا.ولكن رغم كل هذه العناصر السلبية ما انفك الثنائي الشيعي وواجهته “حزب الله” ثابتاً عند رؤيته الأصل وجوهرها أن أي تراجع وأي تخلّ عن مرشحنا الحصري (فرنجية) هو بمثابة “التوقيع على وثيقة إعدام” سياسية لاعتبارين اثنين:الأول أن الآخرين لم يقدّموا للحزب والثنائي يوماً أي عرض تفاوض مقنع وربما سواء رغبوا أو لم يرغبوا، إذ إن الأسماء المعروضة علينا منذ ترشيح ميشال معوض الى جهاد أزعور وما بينهما هي إما تعادينا وتجاهر بذلك أو من النوع الذي يملك قابلية التحوّل الى ميشال سليمان آخر.ولذا تتبنّى مصادر في الحزب الخلاصة الآتية: ما دام هؤلاء الخصوم ماضين في نهج إشهار الرغبة بالمنازلة والمضيّ بها فنحن لها وبالمرصاد.الثاني “على رغم كل ما يبديه البعض من مكابرة وحال إنكار للوقائع الموضوعية ما زلنا نترقب أن يجنح كل هؤلاء أو بعضهم نحو عقلانية وموضوعية”.