ماكرون وبن سلمان يدعوان إلى وضع حد سريع للشغور السياسي في لبنان.. فرنسا تدعم حلاً واقعياً لا مرشّحاً معيناً

17 يونيو 2023
ماكرون وبن سلمان يدعوان إلى وضع حد سريع للشغور السياسي في لبنان.. فرنسا تدعم حلاً واقعياً لا مرشّحاً معيناً


رصدت الأوساط السياسية المحادثات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس والتي ستستمر لأيام لبحث جملة من الملفات تتعلق بالمنطقة ومستقبل العلاقات بين البلدين، وحضر الملف اللبناني على طاولة البحث.وكتبت” النهار”: لم يكن متوقعا ان يفضي لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى نتائج علنية واضحة وفورية حيال الانسداد المتمدد للازمة الرئاسية في لبنان خصوصا ان فرنسا نفسها باتت الجانب الدولي الأكثر تحسسا بإزاء اضرار هذه الازمة التي ارتدت عليها اخفاقا بدليل تعيين الرئيس ماكرون موفده الشخصي الجديد الى لبنان الوزير السابق المخضرم جان ايف لودريان بما اعتبر مؤشرا أساسيا لتبديل المقاربة الفرنسية . ولكن ذلك لم يقلل الأهمية التي اكتسبها احتلال الملف اللبناني الصدارة الى جانب قضايا دولية وثنائية بارزة في المحادثات الطويلة التي عقدها ماكرون وبن سلمان بعد ظهر امس .

وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان ملف لبنان كان من الاطباق الرئيسية الى طاولة الغداء التي جمعت ظهر امس في قصر الايليزيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضيفه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على انفراد. وكانت مناسبة لكي يوضح كل طرف موقفه من الملفات المطروحة بينهما واهمها الحرب الدائرة في اوكرانيا واقناع دول غير منحازة على غرار المملكة العربية السعودية بالضغط على موسكو لانهاء الحرب وازمة الرئاسة في لبنان فيما العقدة تتجسد باستحالة انتخاب رئيس لا يشكل تحديا من جهة للاطراف المسيحيين الذين يدعمون ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور ومن جهة ثانية لا يشكل تحديا للثنائي الشيعي المؤيد لترشيح سليمان فرنجيه فيما لا احد من الاطراف قادر على الحسم.ومن المفترض ان يحدد اللقاء الذي عقد بين ماكرون وبن سلمان مستقبل عمل المجموعة الخماسية للبحث في اخر المستجدات والانفتاح على حلول قد يعرضها موفد الرئيس ماكرون الشخصي الى لبنان جان ايف لودريان الذي علمت “النهار” انه سيصل الى بيروت الاربعاء المقبل للبدء بمشاوراته مع الافرقاء اللبنانيين.وقد وصل بن سلمان الى قصر الاليزيه في الاولى والربع بعد الظهر واستقبله الرئيس الفرنسي بحفاوة . واشارت مصادر رئاسية فرنسية الى ان اهم الملفات التي ناقشها الطرفان السعودي والفرنسي هي الدعم الفرنسي لترشيح السعودية لاقامة معرض “اكسبو ٢٠٣٠” ومشاركته في قمة من “اجل ميثاق مالي عالمي جديد” تنظمها فرنسا في ٢٢ و٢٣ الشهر الحالي والتركيز على الاستثمار حيث تشتد حاجة العالم لمحاربة الفقر وقيادة التحول المناخي لحماية التنوع البيولوجي.وافادت المصادر ان الغداء كان مناسبة ليقوم الطرفان بجردة للمشاورات المستمرة بين ماكرون وبن سلمان. كما ان باريس تعول على تعزيز اهداف التعاون الثنائية المحددة بينهما وموضوع الامن والدفاع. كما وان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا شاركت في غداء مع نظيرها السعودي ووزراء المالية والثقافة والاستثمارات حيث تم بحث العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك . وشارك ماكرون وبن سلمان في قسم منه بعد اجتماعهما المنفرد.واشارت المصادر الى انه تم عرض المواضيع الاقليمية ومنها لبنان والاستقرار في العراق ومتابعة التقارب والتطبيع السعودي – الايراني وتداعياته اذ تعتبر ان هذا التطبيع يجب ان يخفض التوترات في المنطقة والهدف من الزيارة متابعة الحوار الثنائي والتعاون بين البلدين.ولفتت المصادر الى ان باريس تتساءل عن دور هذا التطبيع السعودي – الايراني وما يجب ان يقوم به البلدان من جراء تطبيع العلاقات بينهما حول العديد من الملفات الاقليمية. ونوهت المصادر بان السعودية تعتبر ان لبنان فقد سيادته من جراء التاثير الايراني و”حزب الله” ولكن ذلك يتناقض مع التطبيع السعودي -السوري. وباريس تريد توضيح هذه النقاط دون ان تتخذ اي موقف منها اذ ان فرنسا لم تعلن انها ضد التقارب السعودي – السوري بل لم تقبله لانها لا تعلم ما هي الفرص الذي يتيحها اقليميا خصوصا ان للسعودية دورا مهما في المواضيع الاقليمية. وتم توضيح الموقف السعودي من الرئيس السوري والوعود التي قدمها.اما بشان الانتخابات الرئاسية في لبنان فان باريس تريد معرفة ماذا يمكن ان يؤدي اليه التطبيع السعودي – الايراني من اجل سد الفراغ الرئاسي في لبنان وما هي الفرص التي يقدمها وهل هناك اتصالات ايرانية -سعودية من اجل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية ومن اجل تثبيت الاستقرار دون ان تكونا طرفا بالنسبة الى المرشح الذي يعود الى اللبنانيين انتخابه. فالاستقرار الاقليمي يجب ان يستفيد من التطبيع بين البلدين ويتعين على السعودية وايران ان تظهرا ان العلاقات الجديدة بينهما تفيد السلام والاستقرار الاقليمي.وفرنسا في هذا السياق تعول على السعوديين لتأمين الظروف المؤاتية لحصول الانتخابات الرئاسية لكن المصادر الرئاسية الفرنسية كررت انه يعود الى اللبنانيين انتخاب رئيس والقيام بالاصلاحات الاساسية وهذا يحتاج الى توافق داخلي.ويتعين على السعودية وفق المصادر استخدام نفوذها في لبنان لكسر الجمود السياسي الذي ادى الى فشل البرلمان مرارا في انتخاب رئيس جديد للجهورية وسط انقسام سياسي يزداد حدة بين الحزب وخصومه وينذر باطالة الشغور الرئاسي على وقع الانهيار الاقتصادي.وافادت المصادر الرئاسية ان السعوديين لم يعرضوا اي مشروع لمؤتمر لبناني لسد الفراغ الرئاسي. كما وان ماكرون وبن سلمان عرضا نظرتهما للانتخابات الرئاسية التي حصلت نهار الاربعاء الماضي والتي ادت من جديد الى تعطيلها.وكتبت “الاخبار”: رسمياً، لم يخرج عن لقاءات باريس الفرنسية – السعودية سوى عبارات مقتضبة حول لبنان، إذ ورد في البيان الفرنسي عن المحادثات التي جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنهما شدّدا «على ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الأمر الذي يُعدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة».وفيما لم تخرج معلومات واضحة عن طبيعة النقاش حول لبنان، ذكر متصلون بالجانب الفرنسي قبل قمة أمس، أن باريس أكدت أنها تدعم مشروع حل في لبنان، وأن اسم الرئيس لم يكن هو العنوان الرئيسي. وقال هؤلاء إن باريس أبلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي أن الحوار مع حزب الله أساسي وأنه لا يجب عزل أي مكوّن بمن في ذلك المرشح سليمان فرنجية.وأوضح المتصلون أن باريس شرحت لسائليها أنها لا تبني سياستها على إيقاع المساجلات اللبنانية، وهي تأخذ في الاعتبار التوازنات القائمة ومسار التصويت للنواب، لكنّ موقفها «يرتبط استراتيجياً بالخيار الذي يفتح الباب أمام حلول جدية تعفي لبنان من أسباب الأزمة التي كانت قائمة»، وأن دعم باريس للتسوية التي تقول بوصول فرنجية إلى بعبدا ونواف سلام إلى رئاسة الحكومة، «مبني على تصور للحل وليس على لعبة توزيع الأسماء بين هذا الفريق أو ذاك».وأشارت المصادر إلى أن الفرنسيين كانوا أبلغوا جهات لبنانية أن البحث المفصّل حول لبنان، سيكون على جدول أعمال محادثات الموفد الرئاسي جان إيف لودريان والمسؤولين السعوديين المكلّفين بالملف، وأن الوجهة الفعلية لفرنسا، ولنتائج لقاء باريس، ستظهر خلال زيارة لودريان للبنان الأسبوع المقبل.وكتبت “اللواء”: ما توافر حول ما بُحث، خارج ما أُعلن في البيانات او التسريبات الرسمية هو:1 – استمرار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اعتبار انتخاب رئيس جديد للجمهورية قضيته الاولى لبنانياً، في سياق السعي لان يكون «عراباً» او شريكاً في رعاية التسوية اللبنانية، ونقل البلد من ضفة التفكك إلى ضفة الوحدة واستئناف دوره.2 – هذا الهم، تشاركه فيه المملكة العربية السعودية، التي تقف على مسافة واحدة من اللبنانيين، والمرشحين، وتدعو الاطراف اللبنانية الى التفاهم، وهي، تدعم من دون شك ما يتفقون عليه، مع الحرص على الاسراع بإنهاء الشغور الرئاسي، على الرغم من ان الطابع الرئيسي لزيارة بن سلمان التي تستمر لاكثر من اسبوع، يتعلق بمواضيع اقتصادية وتنموية بين السعودية وفرنسا، فضلا عن الملفات المتفجرة في العالم والمنطقة.3 – ولعل مشاركة مستشار الرئيس ماكرون لشمال افريقيا والشرق الاوسط في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، الذي ما يزال يتولى الملف اللبناني، على الرغم من ان تعيين جان- ايف لودريان موفدا شخصيا لماكرون، دليل على ان الوضع اللبناني حضر بين ماكرون وبن سلمان.2 – هذا الهم، تشاركه فيه المملكة العربية السعودية، التي تقف على مسافة واحدة من اللبنانيين، والمرشحين، وتدعو الاطراف اللبنانية الى التفاهم، وهي، تدعم من دون شك ما يتفقون عليه، مع الحرص على الاسراع بإنهاء الشغور الرئاسي، على الرغم من ان الطابع الرئيسي لزيارة بن سلمان التي تستمر لاكثر من اسبوع، يتعلق بمواضيع اقتصادية وتنموية بين السعودية وفرنسا، فضلا عن الملفات المتفجرة في العالم والمنطقة.3 – ولعل مشاركة مستشار الرئيس ماكرون لشمال افريقيا والشرق الاوسط في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، الذي ما يزال يتولى الملف اللبناني، على الرغم من ان تعيين جان- ايف لودريان موفدا شخصيا لماكرون، دليل على ان الوضع اللبناني حضر بين ماكرون وبن سلمان.وكتبت “البناء”: اشارت مصادر دبلوماسية مواكبة للقمة أن التوجّه هو لدعم اللبنانيين في اختيار قيادات سياسيّة مستقبليّة شبابية تتبوأ أرفع المناصب وتكون على قدر التحديات الحاصلة في المنطقة. وبحسب معلومات صحافية، فإن اللقاء بحث ملفات عدّة أبرزها الملف اللبناني وكيفية الاستفادة من التقارب الإيراني – السعودي، حيث يفترض أن يكون للأخير، تأثير إيجابي على لبنان.