كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: قبل ساعات من وصوله لم يشأ أي طرف المبالغة في التوقعات. بتوصيف مصادر الثامن من آذار، فإنّ فرنسا الوحيدة التي تتعامل بواقعية مع انتخابات الرئاسة في لبنان. وعلى خلاف المتداول فإنّها لم تتبنَ مرشحاً بعينه وليس لديها مرشح ولا تقدّم طرفاً على آخر، وهي وإن كانت طرحت أو عملت على استيضاح حظوظ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فانطلاقاً من طرح تسوية كاملة متكاملة أساسها التكامل بين الرئاستين الأولى والثالثة، أي رئاسة الحكومة التي تتقدم بصلاحياتها على صلاحيات الرئاسة الأولى. لا ترغب فرنسا في رئيس مواجهة، ولن تتبنى أي مرشح لا يحظى بتوافق الفريقين، ولكنها تصرّ على مبدأ الشراكة الكاملة في السلطة. ولذا المرجّح أنّ فرنسا لم تغادر مربّع فرنجية – نواف سلام.أي من الشخصيات التي تلقت دعوة الإجتماع مع لودريان لا يملك تصوراً لما يحمله معه الموفد الرئاسي بمن فيهم «حزب الله»، ولكن منطق الأمور يقول إنّ الضيف الرئاسي يصبو للإستماع الى طروحات الجميع والإستفسار عن النتائج التي أفرزتها جلسة الإنتخاب الأخيرة بالأرقام التي خرج بها مرشحا المعارضة والثنائي. تقول مصادر مواكبة إنّ لودريان سيستطلع الرأي ويجسّ النبض لا أكثر، ثم يرفع تقريره إلى الإليزيه.
Advertisement
ومن المتوقع أن يزور لبنان الأسبوع المقبل وفد قطري مهمته إستطلاع الأجواء الرئاسية مجدداً. تسابق على الأدوار والمبادرات من قبل دول غنية باحثة عن دور في دول مضطربة لتبرز من خلال سياستها الداخلية، من دون أن يفضي ذلك إلى حلول قريبة، على ما يؤكد المعنيون بالإستحقاق الرئاسي، ويتوقعون أنّ الرئاسة في لبنان لا تزال بعيدة المنال، وأنّ المباحثات التي تشهدها المنطقة لن تفضي إلى حلول قريبة، ذلك أنّ المطلوب، وما سيجري العمل عليه هو اعداد تسوية كاملة متكاملة يرغب في التوصل اليها كل الأفرقاء، لكن لم يحن موعد إخراجها إلى العلن بعد.