كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: قرأ أحد المراجع الديبلوماسية ما هو منتظر من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت غداً، حاملاً أكثر من رسالة تتجاوز مهمّته الفرنسية الى أخرى أكثر شمولية، ولاسيما انّه سينقل الى اللبنانيين ما انتهت اليه القمة الفرنسية – السعودية مضافة الى حصيلة مشاورات وزيرة الخارجية كاترين كولونا العائدة للتو من جولة خليجية كانت لها محطات لبنانية في الرياض والدوحة، قبل ان تلتقي نظيرها السعودي قبل زيارته إلى الصين وبعدها فور عودته أمس إلى باريس للالتحاق مجدداً بوفد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
والى هذه المعطيات غير الثابتة، وما توحي به من رسائل سلبية تجاه عقم المعالجات للوضع في لبنان وفشل قادته بملاقاة الاهتمام الدولي في منتصف الطريق، ينبغي على اللبنانيين توقّع المزيد من الرسائل المحمولة من لودريان. فهو يدرك التعقيدات اللبنانية التي لم يتمكن من تفكيك أي منها ما بين آب 2020 وبداية صيف 2021. فهو قام بأكثر من مهمّة لترتيب البيت اللبناني دون جدوى. وهو يعلم انّ ما يجري اليوم من انهيارات قد أسست له الجرائم والأخطاء المرتكبة منذ تلك الفترة، وتجاوز ما يقول به الدستور والتبرؤ من الوعود التي قُطعت بشأن الإصلاحات الادارية والمالية المطلوبة، على الرغم مما حمله من “عصي” التهديدات و”جزر” الوعود طيلة تلك المرحلة من دون ان يحقق اي انجاز.
والأسوأ من كل هذه المعطيات التي تتحكّم بعقل وقلب لودريان، معرفته الأكيدة بانّه لن يلتقي بأي مسؤول جديد في بيروت يمكن الرهان على تعهداته. فهم أنفسهم ممن نكثوا بوعودهم لماكرون وغيره من رعاة الحل في لبنان، مع صعوبة المهّمة التي يمكن تلخيصها بكيفية تعليم اللبنانيين بأصول وآلية انتخاب الرئيس بطريقة ديموقراطية يدّعون التمسك بها، قبل ان تبدأ المراحل الاخرى التي تقود إلى الحل المنشود.