القى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري كلمة لبنان في اجتماع مجلس وزراء الاعلام العرب المنعقد في الرباط، استهلها بتوجيه الشكر الى “المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا عل حسن الضيافة والاستقبال”.
وقال: “اسمحوا لي بدايةً أن أشكرَ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على جهودِها المستمرّة. واسمحوا لي أن اشكرَ جمهورية مصر العربية على رئاستها للدورة الثانية والخمسين، والشكر كلّ الشكر للمملكة المغربية على تولّيها رئاسة الدورة الثالثة والخمسين”.اضاف: “قبل 29 عاماً درستُ الهندسة المعمارية في باريس، وتخصّصتُ في الهندسة المعمارية المغربية، ولم أكن لأُقدّر في حينِها، أنّني سأزور الرباط يوماً بصفتي أحد مهندسي الإعلام العربي، لا بصفتي مهندساً معماريا”ً.وتابع: “على خيرِ أمّتِنا نلتقي في الرباط، والإعلام ليس الجسر الوحيد في ما بين بُلدانِنا. بيننا رابطة دم وانتماء إلى أُمّةٍ عربيةٍ واحدة وإلى قضايا عربية واحدة، وأبجديتُنا اللبنانية المُنْحازة دائماً وأبداً إلى عُروبَتِها، تُؤكّدُ ذلك. لطالما آمَنّا أنّ بلادَنا العربية الكبيرة تتخطّى حُدودَ جُغرافياتِنا الصغيرة، وتُلغي جُدران الفصْل المُصطنعة المُشيّدة بينَنا، وانطلاقاً من إيمانِنا هذا، نتوسّمُ خيراً بمفاعيلِ “قِمّة الجُسور” في جدّة، التي هدمت الجُدران وأعادت وَصْلَ ما انْقَطَع”.واكد المكاري ان “سياسةُ الجُدران لم تُسْفِر إلاّ عن مزيدٍ من الجُدران”، وقال: “سياسةُ الجسور أكثر فائدة،، وحُكم الجغرافيا المُبرم قضى بترابُط المصائر بين بُلدانِنا، وهذا الترابط يُحتّم الوصل لا القطيعة”.وتابع: “هَزَمت الحروب العُروبة. بدّدت التمزُقات عقداً من عُمرِنا، وأَسالت نهراً من دمائِنا، وأطلقت أمواجاً من أبنائنا إلى خارجِ جغرافيتِنا، ودَمّرت اقتصاداتِنا… لم يكن سراً أنّ أُمّة مُصابة بهذا القدر من الحرائق، غيرُ قادرة على استعادة سلامِها وصوتِها، ولكن حَدَثَ مؤخراً ما لم يكن في الحسبان. سياسة “صفر مشاكل إقليمية” سمحت للشمسِ أن تنشُرَ نورَها. لا نريدُ أن نكتفي بالذهول في بلاد التقدّم الاقتصادي والتكنولوجي، نريدُ أن نساهمَ مساهمة فعّالة في هذا التقدّم عبر تكاملٍ اقتصادي عربي، لأنّ العروبة خروجٌ إلى العالم وانخراطٌ فيه”.اضاف: “كُلُّنا على متنِ قاربٍ واحد. ننجو معاً أو نغرقُ معاً، ولذلك عودة سوريا الى مقعدِها في الجامعة العربية، أمرٌ محمود ومطلوب، وعودتُها محلّ ترحيب”.وقال الوزير المكاري: “إنّه زمن العبور من العروبة المغيّبة والانتماء المؤجّر إلى التعاضد العربي، وأنا القادم من بلد التنوّع الديني، أوّلُ المُسلِّمين والمرحِّبين بهذا التعاضد، وتبقى عيونُنا مشدودة إلى فلسطين، مهد الرسالات السماوية، وإلى القدس قُبلة المسيحيين والمسلمين. فلسطين ليست قضيّة عربيّة فحسب، بل هي قضيّة إنسانيّة، وواجبُنا العربي وشعورُنا الإنساني يُحتّمان علينا أن نُبقيها متجذّرة في ذاكرة شعوبِنا”.وتابع: “أجدّدُ شكري للدولة المُضيفة، وأشكر من على هذا المِنبر جامعة الدول العربية على الثقة التي أوْلَتْها لبيروت، وجعلَتْها عاصمة الإعلام العربي للعام 2023، وأودّ أن أؤكّدَ من هنا أنّ بيروتَنا ليست عاصمة عابرة للإعلام، وإنّما عاصمة دائمة له، وأنّها إعلامٌ وأعلام. هي جبران خليل جبران، بشارة وسليم تقلا وميخائيل نعيمة، ومارون عبود، ومي زيادة، وأمين الريحاني، وإيليا أبو ماضي، وسعيد عقل، وخليل مطران. وهي غسان تويني، وطلال سلمان، وسعيد فريحة، وسليم اللوزي، وميشال أو جودة، وروز اليوسف، وشارل القرم،.. وختاما، انّ لائحة الكبار تطول ولا تنتهي، وبهم وضعت بيروت نِقاطَها على حروف اللغة العربية، ولذلك أطلقنا من قلب العاصمة بيروت شعار #هنا_بيروت، وأمنيتُنا أن نراكم جميعاً في بيروت قبل تسليم الأمانة إلى المنامة”.