كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: في 14 كانون الاول 2020 قال وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان إن الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان يشبه غرق سفينة “تايتانيك” انما من دون موسيقى”، مضيفا ان ” اللبنانيين في حالة إنكار تام وهم يغرقون، ولا توجد حتى موسيقى.”
Advertisement
تذكر الاجتماعات التي سيعقدها لودريان لا سيما مع سفراء اللجنة الخماسية باجتماعات الموفد الاميركي اموس هوكشتاين في سعيه الى انجاز عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل . استعان هوكشتاين ايضا بفرنسا وبقطر في بعض المواقع لتذليل بعض النقاط ومن المرجح ان لودريان يحتاج بدوره الى دعم دول الخماسية او ايضا تدخلها في بعض النقاط في اطار مسعاه في حال توافرت له ظروف الحد الادنى من النجاح. وهي ظروف لا يراها رؤساء احزاب وتيارات متاحة ولكن الامور قد تسلك طريقا مختلفا لا سيما ان التعويل على الوساطة الفرنسية يعود الى عوامل عدة تلتقي عليها الدول الاخرى. ولودريان لا مشكلة لديه في ربط النقاط بين الديناميات اللبنانية ومشاكل الشرق الأوسط فيما ان هناك حدودا لقدراته .
اذا كان موضوع الرئاسة الاولى الشاغرة يستنفد هذه الاشهر الطويلة ، فان اي مواضيع للحوار توضع على طاولة البحث ستستغرق سنوات. ومن المفيد اذا كانت باريس تعرف من موقع موافقتها على تسويق معادلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من باب انه يطمئن ” حزب الله” الى مصالحه انها تدرك ما هي الضمانات التي يريدها الحزب وطبيعتها للعمل على توفيرها عبر سبل اخرى وممن وهل هي من جانب المملكة السعودية او من جانب الولايات المتحدة خصوصا ان الحزب مصنف تنظيما ارهابيا لدى الاثنين. فيما انه لا يعتقد ان ايا منهما على استعداد لدفع ثمن الرئاسة اللبنانية والخضوع لابتزاز اقله في موضوع لبنان . ويعتقد بعض المراقبين ان الثنائي بنى سهولة تمرير مرشحه الرئاسي على خلفية الاعتقاد بان تعاونه في موضوع ترسيم الحدود مع اسرائيل في الخريف الماضي كان سيكفل له غض نظر من الولايات المتحدة ازاء ايصال المرشح الذي يريده كثمن مقابل فيما راج انذاك هذا الاقتناع. ولكن الولايات المتحدة اكدت انه لم يكن ثمة ثمن ل” حزب الله ” في الترسيم ولا تفاهم ضمنيا او مستترا معه كذلك حول هذا الامر . ولم يقدم الحزب اي مؤشر يناقض ذلك فيما ان نجاحه في ايصال فرنجيه كان ليكون هذا المؤشر بغض النظر عن صحته ام لا . ام هو ينتظر ان تضغط الولايات المتحدة على من يعتبرهم حلفاءها او حلفاء السعودية لدعم ما يريده لقاء تعاونه او تسليفه اختراقا مهما للولايات المتحدة حققته في الترسيم الحدودي وضمان حقوق اسرائيل الى جانب حقوق لبنان . وبالنسبة الى البعض هذه المعادلة هي ما يجب عدم تجاهلها في سياق التطورات الاخيرة لا سيما في ظل صعوبة اقرار الحزب بانه تعاون مع الاميركيين وكذلك في انجاز اتفاق يعتبره كثر حتى في الداخل ومن اصدقاء الحزب انه كان لمصلحة اسرائيل اكثر من لبنان .