كلفة مشوار الصيد باتت عالية… ماذا عن البدائل؟

22 يونيو 2023
كلفة مشوار الصيد باتت عالية… ماذا عن البدائل؟


كتبت مارينا عندس في “الديار”:لم يترك جنون الدّولار وارتفاعه مقابل انهيار الليّرة اللينانية أثرًا، إلّا تناول كلّ شرائح المجتمع وكلّ القطاعات، بحيث أصبحت تكاليف الخروج من المنزل وممارسة الهوايات تحتاجُ الى ميزانيّة خاصة وراتب خاص.

وهذا تمامًا ما يحصل مع كل من يحبّ هواية الصّيد وممارسة الصّيد.كأيّ سلعةٍ نشتيرها من الأسواق، ارتفعت أسعار الخرطوش وكل أغراض الصّيد، من قفازات وملابس وعدّة، لتلامس أرقامًا قاسيةً وتهدّد استمراريّة الكثير من الصّيادين بممارسة هوايتهم المفضّلة. كما وقد لوحظ في الفترة الأخيرة، توجّه بعض الصّيادين إلى طرقٍ بديلةٍ عمّا كانت في السّابق.ومنها: العودة إلى النّحاسي القديم، اعتماد إعادة التعبئة للخرطوش البلاستيكي، استبدال الخرطوش ذي الجودة العالية بجودةٍ أقلّ وأرخص سعرًا، ممّا قد يؤثر ذلك في الصّيد، استخدام البندقيّة الهوائية واستبدال الخرطوش بالـ “خردقة”. ولكلّ صيّادٍ طريقة عبّر عنها ليكمل شغفه بالطبيعة من دون أن يتوقّف عن الصيد.يقول احد الصيادين انّ الصّيد شغفه الوحيد وهوايته التي ترويه منذ أكثر من 40 عامًا. ولأنّ الأزمة الاقتصاديّة شملت كلّ البلاد، ارتفعت أسعار المحروقات وبات “المشوار” البعيد، صعب المنال، على حدّ تعبيره. لذلك “أكتفي بحديقة منزلي فقط في المواسم، وأصطاد ما باستطاعتي اصطياده”.ويضيف:” أمّا عن شراء الخرطوش، فحدّثي ولا حرج. لم أعد أشتريها قطعيا. لديّ القليل منها اهداني إياها حفيدي في عيد مولدي، وأحتفظ بها عند الضّرورة. أمّا الآن، فأستخدم طريقة لئلا أخسر ممارستي هواية الصّيد وحبّي للطبيعة. ألا وهي إستخدام السّم “الدّبق” الذي يلزق بالعصافير أرضًا، بمعنى آخر، أقوم بوضع السم اللاصق على الكرتون مثلًا، وأضعه عند غصن الشجرة وأنتظر العصفور أن يأتي.الموضوع ليس كما في السّابق طبعًا، لكنّني بهذه الطريقة أستمتع بوقتي، إلى حدٍ ما”.ولكن، هنا لا بدّ أن نشير إلى أنّ غلاء الخرطوش له مميزاته أيضًا، فمن الكلام المتداول بين الصيادين اليوم وداعمي الصيد المستدام أنّ الصيادين سيقلّ عددهم بشكلٍ واضحٍ، ممّا سيؤثر إيجابًا في الحياة الفطرية والطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك تأثير إيجابي بالالتزام بأعداد وأنواع الطيور التي يجب اصطيادها، والتزام الصيادين بالعدد لكل طير بحسب قانون الصيد اللبناني، وكما يقال “ربّ ضارةٍ نافعة”.ولكن أيضًا، لا بدّ من الحديث عن مساهمة الصّيادين في تحريك العجلة الاقتصاديّة وقيامهم بعمليّة البيع والشراء التي باستطاعتها أن تفيد أو تطوّر الوضع الاقتصادي الحالي.وفي حديثٍ خاصٍ للديار، تؤكد صاحبة محل أدوات صيد لمى المصري “أنّه وكباقي السلع، ارتفعت أسعار الخرطوش وكافّة معدّات الصيد متأثرةً بالأزمة المالية. ولكن ما أثار “دهشة” البعض، أنّ الأسعار ارتفعت بالدّولار أيضًا وليس فقط بقيمتها المحلية، بسبب الأزمة المالية العالمية وليس فقط الوضع في لبنان، وبالتالي تدنّي قيمة الدولار بالنسبة للأعوام السابقة.وتقول:” محليًا، ارتفعت أسعار مستلزمات الصيد، نتيجة انهيار العملة المحلية مقابل الدولار. عندما كانت تباع علبة الخرطوش بـ ٥ دولار، أي ٧٥٠٠ ل.ل، كانت نسبة المبيع ممتازة. أمّا الآن فعلبة الخرطوش الواحدة باتت تقارب مليون ليرة تقريبًا. والذي يتأثر وضعه بشكلٍ كبيرٍ، ليس من يشتري علبة واحدة، التي ارتفع سعرها دولار أو دولارين بالنسبة لعام 2022، إنّما لمن أراد الصندوق بأكمله، زاد سعره حوالى الـ 20 دولارا لكلّ صندوقٍ. وهنا طبعًا تختلف أسعاره حسب ما إذا كانت المعدات محلية وطنية أم صناعة أجنبية”.وتؤكد المصري أنّ” حرب روسيا وأوكرانيا ساهمت في ارتفاع أسعار الخرطوش بشكلٍ كبيرٍ، بسب ارتفاع تكاليف الشحن، وصعوبة وصول البضاعة إلى البلاد كالسابق (شحن البضاعة والمواد الأولية مرّتين بحدها الأقصى في العام الواحد) وهنا طبعًا صرخة المعامل الكبيرة التي لم يعد باستطاعتها تصنيع الكمية اللازمة للخرطوش والسلاح كما كانت في السّابق”.وتضيف:” نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم تأمين الكميات المطلوبة في السوق، ستخف كمّية المبيع. لا سيّما نتيجة الصعوبات التي يعاني منها المواطن اللبناني الذي لا يزال يتقاضى راتبه بالعملة الوطنية”.المصري وفي حديثها تشير إلى أنّ” الزبون الذي يتقاضى راتبه بالدولار باستطاعته شراء البضاعة، وأيضًا لمن تأتيه تحويلات من الخارج. عدا ذلك، بات “مشوار الصيد مكلفًا جدًا ويحسب له حساب، ابتداءً من البنزين (٢٠ دولارا للمشوار الواحد) بالإضافة إلى المعدات من خرطوش وسلاح والبارودة التي أصبح سعرها يقارب الـ 500 دولار لذلك مشوار الصيد بات مكلفًا وهذا ما خفّض مبيعاتنا”.