الاهداف الفرنسية من الحل في لبنان

22 يونيو 2023
الاهداف الفرنسية من الحل في لبنان


كثيرة هي التساؤلات حول الدور الفرنسي في الساحة اللبنانية والذي انطلق قبل سنوات مع بداية الأزمة واندلاع حراك 17 تشرين وتحديداً بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان أكثر من مرة وبدأ بمبادرات سياسية مرتبطة بالأزمات الداخلية عموماً.

لكن أين أصبح الدور الفرنسي في لبنان اليوم وكيف تتعامل القوى السياسية المحلية مع المصالح الفرنسية في البلاد؟ ترى مصادر سياسية متابعة أن الجانب الفرنسي يتعاطى مع الملف اللبناني على اعتباره ملفاً استراتيجياً في الاقتصاد والسياسة، إذ إن لبنان هو آخر نقطة نفوذ لفرنسا على شاطىء المتوسط وثمة العديد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية يمكن لباريس الاستفادة منها بشكل مباشر. وبالاضافة الى رغبة فرنسا بحلّ جزء من أزمتها الاقتصادية من مدخل لبنان عبر الاستثمارات، الا ان باريس تنظر أيضاً الى ما هو أبعد من بلاد الأرز إذ إن لديها مجموعة مصالح عميقة مع كل من الرياض وطهران في آن معاً، لذلك فهي من جهة ترغب بإرضاء “حزب الله” للحصول على بعض التسهيلات السياسية من قِبله وعلى وساطته مع طهران وتسعى الى التنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية في الشأن اللبناني من جهة اخرى، وهذا ما يظهر بشكل جليّ من خلال سعي باريس لتقريب وجهات النظر بين “حزب الله” والموقف السعودي واستراتيجية المملكة في لبنان، وهنا بيت القصيد للدور الفرنسي في الساحة اللبنانية.وتؤكد المصادر بأن الفرنسيين مستعجلون للحلّ السريع في لبنان سواء على مستوى الملف الرئاسي او على مستوى الاصلاحات، وبمعزل عن الفائدة التي تريد فرنسا أن تجنيها من الحلّ، الا ان ثمة هواجس كبيرة لديها بل مخاطر جدية من انفلات الوضع الامني نظراً لقرب الشواطىء اللبنانية من أوروبا حيث أنها تخشى حدوث موجات هجرة جماعية أو أن يصبح لبنان ممراً لبعض التنظيمات الارهابية باتجاه القارة الاوروبية اذا ما تزعزع الامن بشكل كامل في البلاد. لذلك فإن الحراك الفرنسي وصل اليوم الى حدوده القصوى حيث بات هناك تنسيق كامل مع السعودية من جهة ومع ايران من جهة اخرى، اضافة الى التنسيق المستمر مع “مجموعة الدول الخمس ” حيث أن فرنسا باتت اللاعب الأبرز في الداخل اللبناني وباتت تتمايز بشكل واضح في بعض التفاصيل عن الولايات المتحدة الاميركية.