رسائل ميقاتي من المطار… لن نسمح بتعكير صفو الصيفية

25 يونيو 2023
رسائل ميقاتي من المطار… لن نسمح بتعكير صفو الصيفية


فيما كان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ينهي زيارته الرئاسية الاستطلاعية للبنان، وقبل أن يقرّر اللبنانيون بأن يصيّفوا على رواق بعيدًا عن الصخب الرئاسي، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين، يتفقد مطار بيروت للاطلاع عن كثب عمّا يحتاج إليه هذا المرفق الحيوي، وبخاصة مع بداية الموسم السياحي، الذي سيكون واعدًا بكل ما لكلمة “واعد” من حيثيات اقتصادية وانمائية على مختلف الأصعدة، وبالأخص لجهة ما يمكن أن ينتج عن هذه الحركة السياحية الصيفية من ضخّ لبعض الأمصال في شرايين الحياة الاقتصادية المتعثرة، والتي ستشهد مما لا شكّ فيه انتعاشًا مرحليًا، كما في كل سنة، مع زيادة حجم التوقعات هذه السنة، حيث يُرَجّح أن تُضّخ في الأسواق اللبنانية خلال فترة الصيف ما يقارب العشرة مليارات دولار أميركي. 

 
 
 ولأن لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور، وذلك استنادًا إلى الوقائع السياسية، والتي لمسها الموفد الفرنسي لمس اليد من خلال اطلاعه على ما لدى كل فريق من أفرقاء الصراع الرئاسي من معطيات تؤكد بما لا يقبل الشكّ أن لا شيء داخليًا يوحي بحلحلة رئاسية وشيكة، كان للرئيس ميقاتي اهتمام آخر أكثر واقعية وأكثر قربًا إلى ما يشغل بال الناس، فأعطى توجيهاته إلى جميع المعنيين بالمطار بضرورة بذل أقصى الجهود الممكن منها وغير الممكن، أي بمعنى أن على الجميع، اداريين وأمنيين وتقنيين، العمل فوق الطاقة العادية، وذلك من أجل تسهيل عمليات استقبال السياح، وأغلبيتهم من المغتربين اللبنانيين، بحيث تُبذل أقصى الجهود للتعويض عن افشال مخطط توسعة المطار، والتي كانت كافية لحل معظم المشاكل التقنية، التي تواجه العاملين في هذا المرفق، الذي يحتاج إلى تطوير دائم ومواكبة أحدث تقنيات المراقبة، مع الحفاظ على أعلى جودة ممكنة للحفاظ على أمن المسافرين  وعلى سلامتهم اولًا، وعلى راحتهم ثانيًا، وذلك من خلال ما يمكن اعتماده من تقنيات متطورة من شأنها أن تساعد على تسريع عمليات وسم جوازات السفر عند الدخول والخروج من خلال الاستعانة بخبرات خاصة أثبتت نجاحها في معظم مطارات العالم، وبالأخص تلك التي تشهد ازدحامًا غير اعتيادي على مدار السنة، فضلًا عن ضرورة استخدام أفضل الطرق في عملية تفريغ الحقائب من الطائرات، مع عدم إهمال عامل التدقيق لجهة الحؤول دون “تصدير” أو “استيراد” الممنوعات على أنواعها. 
 
وعلى هذه النقطة بالذات شدّد الرئيس ميقاتي بكلام واضح وحاسم وجازم عندما قال “إن لبنان لا يمكن ان يكون ،لا مصدرا ولا ممرا لاي عمل يضر بلبنان وبأشقائه العرب وبدول العالم” .كما شدد على “أننا نسعى جاهدين لان يعكس مطار بيروت الصورة المشرقة للبنان”. وبذلك أراد أن يوجّه أكثر من رسالة اطمئنان إلى الأشقاء العرب، الذين يرغبون في قضاء فصل الصيف في الربوع اللبنانية كما كانوا يفعلون في السابق، خصوصًا أن معظم الأشقاء الخليجيين يملكون منازل صيفية في مختلف المصايف اللبنانية، وبالأخص في عاليه وبحمدون وضهور العبادية وحمانا وبرمانا. 
 
ما قام به الرئيس ميقاتي من مطار بيروت لم تكن خطوة يتيمة، بل سبقتها خطوات تمهيدية كان أبرزها ما قام به من اتصالات على هامش القمة العربية، التي عقدت في جدة، حيث ركّز في اتصالاته على تطمين القادة العرب على أن الأمن في لبنان ممسوك بقوة من قِبَل الأجهزة الأمنية، وبخاصة الجيش، الذي يبذل أقصى الجهود للسهر على أمن جميع الذين تطأ أقدامهم الأراضي اللبنانية. 
 
وعليه، فإن المطلعين على ما آلت هذه الاتصالات يتوقعون أن تشهد الحركة السياحة الصيفية إقبالًا مقبولًا من قِبَل المصطافين العرب، الذين سيستفيدون كثيرًا من الحركة الفنية والثقافية الناشطة في مختلف المناطق اللبنانية، التي يبدو أنها تتنافس على تقديم أفضل ما عندها من مهرجانات وحفلات وسهرات.  فإلى صيف أكثر من واعد، وإلى المزيد من الرسائل المسؤولة، وإلى المزيد من الطمأنينة والبحبوحة وراحة البال، في انتظار ما يمكن أن يدحرج الحجر عن صدر لبنان، رئاسيًا وتوافقًا سياسيًا.