النصف الملآن في السرايا في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. ما موقع لبنان؟

26 يونيو 2023
النصف الملآن في السرايا في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. ما موقع لبنان؟


يحيي العالم اليوم، اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وسط تزايد بأعداد التجار والمتعاطين، حيث تفيد الأرقام الأخيرة لـ”تقرير المخدرات العالمي” أنّ نحو 275 مليون شخص قد تعاطوا المخدرات في كل أنحاء العالم، وعانى أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات، وارتبطت نحو 180 ألف حالة وفاة بشكل مباشر باضطرابات تعاطي المخدرات وبأن 0.5 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم تعود إلى تعاطي المخدرات.  

Advertisement

 
 
وفي لبنان، حدث بلا حرج. فالمأساة الكبيرة جعلت كُثرا يغرقون في هذا المستنقع المميت. وإذ لا توجد إحصاءات رسمية منذ العام 2000، الا انّ الأرقام زادت خطورة بعد كل هذه السنوات، في مقابل ارقام واحصاءات صدرت عن قوى الامن والأجهزة المعنية على مستوى مكافحة المخدرات سيتم عرضها اليوم الاثنين في السرايا ، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وسيكون النشاط تحت عنوان “النصف الملآن”، لتوزيع إنجازات وأرقام الأجهزة الأمنية اللبنانية في مواجهة آفة المخدرات، بدعوة من “جمعية جاد- شبيبة ضد المخدرات”.  
 
عدد النساء  وفي حديث خاص مع “لبنان 24” قدّم رئيس جمعية “جاد” جوزيف حواط صورة عن الواقع اللبناني بما يختص بهذه الآفة، مشيرا الى ازياد اعداد النساء اللواتي يتعاطين المخدرات في السنوات الثلاث الأخيرة الى حدود 22% من مجمل المتعاطيين، وكذلك استمرار تدني اعمار المدمنيين حيث يتراوح المعدل بين 15 الى 16 عاما. ويضيف حواط: “للاسف، فقد تعددت انواع التعاطي في الفترة الاخيرة ايضا، فنحن لا نتحدث اليوم عن تعاطي مادة واحدة بل مدمنيين على اكثر من مادة مخدرة. ونرصد ايضا مؤخرا ظاهرة الادمان الالكتروني وهذه من ابرز اشكال وواقع التعاطي في لبنان. وكل ذلك أدى الى زيادة نسبة الانتحار، وكذلك نسبة الحوادث المرورية الناتجة باسبابها عن تعاطي المخدرات والكحول”. 
فـ30 بالمئة من مجمل الاشخاص الذين يقضون في الحوادث المرورية، يكونون تحت تأثير المخدر او الكحول، وهذه الارقام تعكس الواقع على الارض بشكل مخيف وتنذر بما هو أسوأ. ويتابع حواط متحدثا عن الاسباب التي أدت الى ازياد اعداد التعاطي والتجارة على حد سواء، ويقول: “زادت ارقام المتعاطيين منذ مرحلة ما بعد كورونا للاسف، ورصدنا ايضا تعددا في انواع المخدرات، ولكن لا تزال الحشيشة بالمرتبة الاولى يليها الكبتاغون ومن ثم الكريستال ماتس وللاسف هذه من الانواع الجديدة التي يتم تعاطيها بين جيل الشباب”. 
 
الاجهزة الامنية  وعن دور الاجهزة الامنية يقول حواط: “كتر خيرهن.. الاجهزة الامنية كافة تقوم بدورها على أكمل وجه، وهناك انجازات كبيرة تُسطر في هذا الاطار، ووحدها شعبة مكافحة المخدرات بالجمارك عبر مرفأ بيروت ضبطت في السنتين الاخيرتين ما يقارب 72 مليون حبة من الكبتاغون. ونتمنى على بقية المعابر الحدودية مثل معبر المصنع ومرفأي صيدا وصور انه يقوموا بالدور ذاته لمكافحة تجارة المخدرات”. 
 
توعية  ويتابع حواط بما يتعلق بدور الجمعيات المحلية والمجتمع المدني في التوعية على مكافحة آفة المخدرات: “للاسف، ايضا هناك اليوم توعية عشوائية. فالتوعية سيف ذو حدين، اذا لم تكن بمكانها الصحيح. وعلى سبيل المثال، فإن تحدثت عن خطر المخدرات في قاعة تحتوي على 100 مراهق، فعلى الارجح انّ 3 منهم ستأخذهم حشريتهم لاكتشاف ما هي المخدرات”. 
وبحسب حواط: “عملت “جمعية جاد”على الوعية التخصصية انطلاقنا من خبرتنا لسنوات في مجال مكافة المخدرات والتوعية. وبالتالي خصصنا لكل فئة عمرية برنامجا خاصا يتم تحديثه كل 4 سنوات لمواكبة الواقع المجتمعي وكل الاسباب المستجدة التي تؤدي الى زيادة هذه الظاهرة، فما نقوله للمراهق ليس نفسه ما يجب التوجه به الى الاهالي”. 
 
برامج مشتركة  ويتابع حواط: “تعلمنا من اخطاء الماضي والتجارب، ونتمنى من الجميع مراعاة كل الظروف كي لا نقع في الأخطاء من أجل مجتمع خالٍ من المخدرات. وايضا نتمنى انّ يكون هناك برامج مشتركة على مستوى كل الجمعيات التي تعمل على اطار التوعية والالتزام فيه”. 
ويبقى انّ للاهل الدور الاول في منع اولادهم من الانجرار الى هذا المستنقع، وبحسب حواط: “الاهل هم الخط الدفاعي الاول في ظل غياب الامن والاوضاع الاقتصادية المتردية والسياسية الصعبة التي يمر بها البلد. للاسف اليوم الشباب يهربون الى الانتحار والمخدرات، وعلى الاهل ان يكونوا على أتم الوعي ومراقبة اولادهم. وايضا نوجه نصيحة لجيل الشباب، ونقول لهم هناك الكثير من الاشياء الجميلة التي يمكن ان نهرب اليها بعيدا عن المخدرات”.