تحت عنوان “أشد الحرائق تدميراً بعد حريق القبيات 2021 وبداية سيئة لموسم الحرائق”، وزع فريق “درب عكار” تقريره المتعلق بحريق حرف السن في عكار العتيقة، جاء فيه: “صباح السبت في 24 حزيران 2023 اندلع حريق في منطقة حرف السنّ في خراج بلدة عكار العتيقة، سرعان ما تمدد في المنحدرات المكسوة بالصنوبر البروتي والسنديان حتى رأس الجبل حيث المزراع والبيوت السكنية، وعلى الفور تدخلت وحدات الدفاع المدني ثم تبعها تدخل لفريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات، ومع تطور الحريق ومتابعة من قبل وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، تم التواصل مع قيادة الجيش التي اوفدت طوافتان تابعتان للقوات الجوية، وعززتهما في اليوم الثاني بطوافات اضافية بسبب ضراوة النيران التي خلفت اضراراً فادحة، وأمنت بلدية عكار العتيقة الدعم اللوجستي وصهاريج المياه للفرق العاملة على الارض”.
وأضاف: “ظروف الحريق كانت معقدة وقاسية جداً، استدعت استنفار معظم مراكز الدفاع المدني في عكار، خصوصا في الجهة الشرقية من الحريق التي طاولت فيها النيران المنازل، فعملت الفرق على الدفاع عنها بكل قوة وبالامكانيات المتوفرة وحالت دون وقوع اصابات رغم ان شدة النيران كان هائلة وفوق كل وصف، بالاضافة الى الجهود المبذولة لتغذية بركة الطوافة التي نُصبت في منطقة الدورة”.وقال التقرير إن “جهود فريق درب عكار تركزت على الجبهة الغربية من الحريق، فعملت على اقامة خط عزل امتد لمسافة اكثر من 1100 متر من اعلى حرف السنّ حتى المنازل واخمدت وبردت كافة المنطقة، كما تم التدخل في الجبهة الشمالية، لكن اضطر الفريق للانسحاب مرات عدة بفعل شدة النيران وانبعاثات الادخنة. ومع حلول مساء اليوم الثاني تمت السيطرة على اغلب جبهات الحريق الذي تمدد وانتقل الى الغابة القريبة في خراج بلدة الدورة شديدة الانحدار، فعملت طوافات الجيش اللبناني على معالجة هذه البؤر قبل حلول الظلام. ومع صباح اليوم الثالث وبعد اكثر من 48 ساعة على اندلاعه، تم اخماد الحريق بشكل كامل بعد جهود مضنية استنزفت فرق الاطفاء وأرهقتهم، مع بقاء بعض البؤر مشتعلة دون ان تُشكل خطراً على تجدد الحريق بشكل شامل”.واهم العقبات التي واجهت فرق الاطفاء، بحسب البيان:- الطوبوغرافيا والتضاريس الوعرة: منحدرات شديدة تُسرع من انتقال النيران خاصة مع تدفق الرياح في منحدرات الوادي بشكل جنوني مع خطر تساقط الصخور.- الوقود الجاهز للاحتراق ومعظمه كان مع اشجار الصنوبر البروتي والسنديان مع وجود كميات تشحيل كبيرة في ارض الغابة.- الطقس: رطوبة منخفضة وحرارة مرتفعة، ورياح عاتية وصلت سرعتها اعلى المنحدر لأكثر من 60 كلم في الساعة، فضلاً عن الرياح التي نشأت بفعل شدة النيران والتي كانت تقذف اكواز الصنوبر صعوداً وتساهم في تمدد النيران- طول جبهة الحريق المستعرة واتساع محطيه لأكثر من 6 كلم.- عدم القدرة على الانطلاق من نقطة ارتكاز تؤمن سلامة الاليات ونقاط انسحابها مع دوام تزويدها بالمياه.- غياب غرفة العمليات الميدانية.- قلّة العنصر البشري نسبة لحريق بهذه الشدة.- بعض bambi bucket المزودة بها الطوفات كانت تتسرب منها كميات كبيرة من المياه قبل وصولها الى نقطة الاسقاط.- صعوبة عمل الطوفات بين منحدرات الوادي وعدم قدرتها على الاقتراب كثيراً بفعل شدة النيران. – قفران النحل الهائجة وخطر التعرض للسعها.وكشف الفريق أن المساحة التقريبية للأضرار، بلغت حوالى 95 هكتاراً معظمها احترق في اليوم الثاني من الحريق، اغلبها من أشجار الصنوبر والسنديان والبطم، والخسائر الكبيرة كانت في قفران النحل التي احترق عدد كبير منها ونفوق النحل فيها، والقفران التي تم انقاذها وجلاؤها خسرت اعداداً كبيرة من النحل بفعل النيران او بسبب عدم قدرته على العودة الى القفران بعد نقلها، هذا وتضرر عدد من المنازل واحترقت بعض الغرف الزراعية وخسائر كبيرة في الممتلكات، وسجلت بعض حالات الاختناق تمت معالجتها ميدانيا، دون خسائر بشرية”.واعتبر فريق “درب عكار” أن “هذا الحريق الكارثي بداية لا تبشر بالخير لهذا الموسم، خصوصا مع ضعف الامكانيات ومحدودية الموارد، ويعطينا هذا الحريق درساً لعدم ارخاء الجهوزية وضرورة التدخل السريع والتكاتف بين الفرق جميعها لبلوغ افضل نتيجة والحفاظ على غاباتنا”، منوها بـ”دور الدفاع المدني الذي اثبت عناصره كفاية استثنائية في هذا الحريق واسهمت جهودهم في الزود عن الممتلكات، والشكر موصول لقيادة الجيش وقيادة اللواء الثاني والقوات الجوية وبلدية عكار العتيقة وكل من شارك وساهم في اخماد هذا الحريق، وتحية من القلب لوزير البيئة الدكتور ياسين لمتابعته الدائمة لكل خطواتنا. ونشكر كل الاصدقاء الذين دعمونا للنهوض مجدداً بعض النقص الكارثي الذي واجهناه في الموارد، لتغطية تكاليف التشغيل والصيانة والاستمرار”. (الوكالة الوطنية)