حضّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان «الأطياف السياسية المعنية بالانتخاب على التعاون والتآلف ونشر روح التسامح والمحبة، ونبذ الفرقة»، مؤكدا ان «لا وطن من دون انتخاب رئيس للجمهورية المؤتمن على مصالحه، واستمرار الشغور الرئاسي هو عدم الاستقرار وتجاوز لكل المفاهيم التي نص عليها اتفاق الطائف».
وقال من مكة في بيان عايد فيه اللبنانيين بعيد الأضحى: علينا جميعا رفع الصوت عاليا لنقول لأصحاب القرار في انتخاب رئيس الجمهورية ارحموا لبنان واللبنانيين واتفقوا على الانتخاب والتزام الدستور واتفاق الطائف، وسنقف سداً مانعاً أمام الالتفاف حول نصوص الطائف، لأن ما يجمعنا كلبنانيين هو الوحدة الوطنية والعيش الواحد واحترام الدستور.
واكد ان «اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بالمحاولات المتكررة لعدم انتخاب رئيس عتيد للجمهورية، فانتخاب رئيس مسؤولية وطنية لا ينبغي التهاون بها مهما كان الخلاف السياسي».
وكتبت” اللواء”: يبدو ان لغة الحوار بدأت تطفو على السطح بشكل ظاهر اكثر بعد اقتناع اغلب القوى السياسية بما فيها بعض قوى المعارضة، بأن لا حل لأزمة الشغور الرئاسي سوى بالتوافق على قواسم مشتركة، وهو ما كرره امس، نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر» بالقول: ثمانية أشهر من التمترس والمواجهة كافية لإثبات عدم جدوى هذا المسار لانتخاب الرئيس. ولم يعد من سبيل إلَّا الحوار للتفاهم والتوافق، والقواسم المشتركة مع تغليب المصلحة الوطنية ليست معدومة وهي أفضل من التقاطع الموقت المسدود الأفق.وجاء في افتتاحية” النهار”: وسط تنامي الشكوك في إمكانات تحقيق أي اختراق في الازمة على يد الموفد الفرنسي، توقفت أوساط معنية برصد تطورات المواقف الداخلية والخارجية من الازمة الرئاسية بما بات يمكن وصفه حملة مركزة متصاعدة ومنهجية يتولاها “حزب الله” على نحو يومي لافت تصاعد بقوة غداة مغادرة لودريان لبنان تحت عنوان الدعوات المركزة الى “الحوار والتفاهم”، وفي الوقت نفسه التشدد في رفض أي تراجع عن ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وقالت ان هذه الحملة التي يتولى ترجمتها في شكل خاص رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي اجتمع بلودريان في قصر الصنوبر، ونائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، تكشف الى حد بعيد معالم المناورة الجديدة – القديمة التي يقوم بها الحزب بهدف محاصرة خصومه . ذلك ان هذه الأوساط نفسها تلفت الى ان الحزب لا ينفك ينادي بالحوار فيما هو اسقط كل المحاولات الجدية التي جرت لفتح قنوات الحوار معه ، وكان من ابرز المحاولات التي باءت بالاخفاق تباعا على يد الحزب، مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط للتفاهم معه، ومن ثم ايفاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطرانين التقيا السيد حسن نصرالله ، وكذلك لقاءات اجراها المرشح جهاد ازعور نفسه مع مسؤولين في الحزب. وتلفت الأوساط الى انه يبدو واضحا ان الحزب، بحملته التي تشبه رمي القنابل الدخانية انما يستهدف ملء الوقت المستقطع حتى عودة لودريان وايهام الرأي العام بانه يسير على سكة المبادرة الفرنسية لتحريك حوار ما وان خصومه هم من يرفضون الحل، في حين ان الحزب لا يأخذ في الاعتبار ان أي فريق لا يعتد بدعواته للحوار ما دام يرفض أي مقاربة حيال مرشحه ويطمح الى إعادة تدجين اطراف بالقبول بفرنجية ولا سيما منهم “التيار الوطني الحر” لا اكثر ولا اقل .أخر الطبعات “المحدثة” في دعوات الحزب الى “التفاهم” جاءت امس على لسان النائب رعد الذي قال خلال احتفال تأبيني في بلدة عين بوسوار: “اليوم ليس لدينا مشكلة اسمها الاستحقاق الرئاسي الذي يعني خلافا على شخص رئيس الجمهورية بل المشكلة في من لا يريد رئيسا تطمئن المقاومة الى أنه لن يطعنها في ظهرها، وأي شخص يريد”. اضاف: “من يأبى ان يحاورنا لنصل الى رئيس نتفاهم عليه، يقول لا نحاوركم حتى تسحبوا مرشحكم، لماذا نسحب مرشحنا؟ تعالوا نتحاور فإما تقنعوننا بأنه لا يصلح لهذه المرحلة وإما نقنعكم بضرورته في هذه المرحلة. نحن لا نفرض احدا عليكم فترشيح سليمان فرنجية ووصوله الى الرئاسة يمر بصندوق الاقتراع في مجلس النواب. انتم تستطيعون انتخاب الرئيس الذي تريدونه، ونحن نقول لكم تعالوا الى التفاهم ولنأت بالرئيس الذي نتفاهم عليه. بكل بساطة نقول انهم هم المسؤولون عن اطالة امد الشغور الرئاسي، فنحن نقول تعالوا لنتفاهم على رئيس، إذا كنتم تحتاجون الى ما يطمئنكم من سليمان فرنجية فنحن حاضرون، وإذا رفضتم كل ذلك ويمكنكم المجيء بالرئيس الذي تريدونه فاتوا به”.