وتألّقت سُمية البعلبكي على وتر الزّمن والشجن، وفاضت أصالةً في وقع أغنيات الحبّ الخالدة عبر الزَّمن.. على مسرح كازينو لبنان، يوم الثلاثاء الماضي، طبعت البعلبكي بصمةً خلّاقة في جماليتها، فكانت أمسيتها “أنغام وأفلام” عنواناً للزمن الجميل والفن الأصيل والأداء الجليل والصّوت الذي يموجُ مع القلوب كنسائم الهواء العليل.
من “أنا قلبي دليلي” إلى “جانا الهوى” وصولاً إلى “إن راح منّك يا عين” و “الهوى هوايا” وغيرها من الأغنيات العريقة، قالت البعلبكي كلمةً فنية بأنغام صوتها، ليتحوّل الكازينو إلى ساحةٍ تمايل داخله الحاضرون طرباً متجذراً في النفس.. وحقاً، الأصداء كانت رائعة، فقبل الأمسية كان الإنتظار والشوق لإنطلاق لحظات البداية طويلاً.. ولأن العراقة رائعة، كان الكثيرون يتمنون أن تطولَ ساعاتُ الفرح والتألق، فبعلبكي سافرت بالجميع إلى الحبّ والسينما العربية والأفلام الذهبية، كما أنها جمعت الألحان الشرقية الخالدة في قالبٍ فنيّ رائع جداً.
ما قدّمته “الفنانة الراقية” شهدت عليه الأشهادُ في الكازينو، والأجمل هو أنّ ريع الحفل يعودُ إلى دعم المدارس الرسمية.. حقاً، الهدف رائع، فالتحفيزُ كبيرٌ لإستمرارية العلم، ومن خلال حفل البعلبكي، قيلت الكلمة الأهم في سبيل الأجيال: “من الفن.. كل الدعم للأطفال ولمسيرة التعليم.. كل الدعم للبنان.. كل الدعم لهذا الوطن الذي سينهضُ من الأزمات بقوة وعزيمة”.
نعم، الحبّ لا ينكسر في الطرب ولا يتخطاه الرقي الذي قدّمته البعلبكي.. حقاً، الحب في رسائل الأصالة “عظمة على عظمة”.. هذا هو الفنّ الذي نحتاجُه في لبناننا، وهكذا سنستعيد التألق الفني الذي لن تكسره أزمات ولن تُحبطه صعوبات.. طوبى للبنان، طوبى للفن الأصيل الذهبي على مرّ الأزمان..
