كفى استهتارا بوطن لأجله بذلت التضحيات والاثمان الغالية

30 يونيو 2023
كفى استهتارا بوطن لأجله بذلت التضحيات والاثمان الغالية

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
 

وقال فضل الله: “نعود إلى هذا الوطن لنشير إلى التقرير الأخير الصادر عن صندوق النقد الدولي والذي بين فيه خطورة استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه وحذر من بلوغ الدين العام إلى 550% من الناتج المحلي ودعا إلى الإسراع بالإصلاحات الضرورية للنهوض بالاقتصاد اللبناني وإعادة الثقة فيه، لأن الكلفة باهظة على لبنان ليس على سمعته وحضوره في هذا العالم فحسب بل أيضا على ملايين اللبنانيين العالقين في المصارف. لقد جاء هذا التقرير لا ليضيف إلينا شيئا جديدا لما كنا نعرفه، فالجميع يعي ما آل إليه هذا البلد ومدى الانحدار الذي وصل إليه ما جعله غير قادر على الوفاء بالتزاماته تجاه مؤسساته وجيشه وقواه الأمنية ولكنه يمثل شاهدا إضافيا عن مدى الاستهتار الذي تعيشه الطبقة السياسية التي لا تبالي بما يحدث، وسنراها تمر على هذا التقرير مرور الكرام كما حصل مع التقارير السابقة، ولاسيما موضوع التدقيق الجنائي الذي قامت به احدى الشركات ودفعت لها الأموال من دون محاسبة لأحد، كل هذا الانحدار لا يدعوها إلى الإسراع بالقيام بما هو واجب عليها من سد الفراغ الحاصل على صعيد رئاسة الجمهورية وعدم وجود حكومة مكتملة الصلاحية والذي سيمتد إلى موقع حاكم المصرف المركزي ممن عليه حماية النقد الوطني وإلى قيادة الجيش اللبناني”. واضاف فضل الله: “ان من انعدام المسؤولية أن لا تبادر هذه القوى إلى التلاقي في ما بينها لتأمين هذه الاستحقاقات وبأسرع وقت ممكن ونراها تكتفي بالحديث عن حوار لم تتأمن مقوماته ولا من يقوم به أو بانتظار ما سيأتي من الخارج، وقد لا يأتي وإن جاء فربما لا يكون سريعا لان لبنان أصبح في آخر سلم اهتماماته أو لن يكون لحساب اللبنانيين وهو ما يدعو إلى رفع الصوت عاليا في وجه هذه الطبقة: كفى استهتارا بوطن لأجله بذلت التضحيات والاثمان الغالية”.

 
 
وتابع: “ونتوقف عند الحدث الخطير الذي حصل في السويد والذي أسيء فيه إلى مقدس من أهم المقدسات عند المسلمين وهو القرآن الكريم وما زاد من خطورته أنه تم باحتفالية وتغطية إعلامية وبقرار من القضاء السويدي من دون الاخذ في الاعتبار ما يؤديه هذا العمل المشين من استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم من جهة ونشر الكراهية والحقد والعداء لهذا البلد بدلا من المنطق الذي ندعو إليه وهو منطق الاحترام والتبادل والتواصل والحوار. إننا ندعو الحكومة السويدية إلى عدم السماح باستمرار مثل هذه التصرفات المسيئة والتي لا يمكن تسويغها تحت أي مبرر أو وفق أي معيار، فليست حرية تلك التي تؤدي إلى استفزاز مشاعر الاخرين والإساءة إلى مقدساتهم في الوقت الذي ندعو المسلمين إلى أن لا يقعوا في فخ الانفعال وردود الفعل التي قد تسيء إلى صورة المسلمين والإسلام وتساهم في تنامي الاتجاهات العنصرية والمتطرفة التي ترفض وجودهم في هذه البلدان”.