توازن رعب مضبوط بخطوط حمر

4 يوليو 2023
توازن رعب مضبوط بخطوط حمر


تستمر المساعي في شأن خيمتين نصبهما حزب في مزارع شبعا المحتلة، ما اثار اعتراضات وتهديدات اسرائيلية.
وكتب فراس الشوفي في ” الاخبار”: فيما حفل الشهر الماضي بوساطات دولية بطلب من العدوّ الإسرائيلي لحلّ الأزمة التي سبّبها وجود الخيمتين على مستوى قدرة الردع، والعجز أمام المقاومة اللبنانية، عبّر العدوّ عن يأسه خلال عطلة عيد الأضحى، بإيصال رسالة إلى حزب الله، عبر السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، تفيد بأن جيش الاحتلال «لا يريد حرباً ولن يقدم على إزالة الخيمتين بالقوّة، وأن الموضوع عند القوات الدولية العاملة في الجنوب».

وذكرت «الاخبار» ان شيا اكدت ان ادارتها تأمل ان تحث الحكومة اللبنانية على التوصل الى تفاهم بين قيادة الجيش وقوات الطوارئ الدولية لمعالجة ازمة الخيمتين، وان التهدئة في الخطاب وعدم حصول تحركات اضافية من قبل حزب الله والمواطنين الداعمين له في المنطقة المذكورة يساعد على تنفيس الاحتقان لدى الاسرائيليين. ونقلت أن حكومة العدو ليست في وارد التصعيد أو القيام بأي عمل عسكري في هذه المنطقة، او في غيرها من المناطق اللبنانية. ولفتت السفيرة الاميركية الى انه يفضل ان لا يحصل اي عمل عسكري من الاراضي اللبنانية تجاه اسرائيل ربطا بما يجري في فلسطين.وكتبت سابين عويس في “النهار”:يستمر الترقب على الجبهة الجنوبية تحت وطأة تهديدات إسرائيلية يومية مقرونة بضغوط ديبلوماسية خارجية ابرز أطرافها واشنطن وباريس ونيويورك حيث مقر الأمم المتحدة التي تلقت شكوى قدمها السفير الإسرائيلي لديها من نصب الحزب للخيم، مرفقة بدعوة الى تدخل الأمم المتحدة لإزالتها تحت طائلة التهديد بتنفيذ ضربة عسكرية. ومعلوم ان إسرائيل لم تكشف عن الخيم المنصوبة منذ اكثر من شهرين إلا قبل أسبوع عندما تقدم سفيرها بالشكوى.لا تتخوف أوساط سياسية مراقبة من التهديدات المتبادلة بين الحزب وإسرائيل والتي لا تخرج في رأيها عن قواعد اللعبة التي يديرها الطرفان بحرفية عالية، بحيث لا يصل التصعيد الى تفلّت الأمور. وتقول ان الجبهة الجنوبية تخضع لخطوط حمر دولية لا يمكن لاسرائيل ولا للحزب تجاوزها او اختراقها، على قاعدة ان لا قرار دوليا يسمح بزعزعة الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن ان الجانبين عاجزان في المرحلة الراهنة عن خوض معارك وفتح جبهات غير مضمونة النتائج. فإسرائيل منشغلة راهناً بالضربات التي توجهها الى الداخل السوري، وبتلك التي توجهها نحو مخيم جنين في الضفة الغربية. ولا يمكن بالتالي ان تذهب الى فتح جبهة ثالثة مع لبنان.في المقابل، يدير الحزب مواجهته مع إسرائيل بارتياح، وهو يركن الى ان الموقف الرسمي اللبناني لا يخذله او يعزله، بل يوفر له الغطاء. وقد بدا ذلك واضحاً من الصمت الرسمي حيال التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.لا يخرج الامر حتى الآن عن مسار التهويل او الترهيب، او الرسائل السياسية التي يتبادلها الطرفان عند الحاجة. وآخر التهويل الإسرائيلي سُجّل امس بإعلان الإذاعة الإسرائيلية عن نشر القبة الحديدية تأهباً لأي رد من غزة او لبنان، وان الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو على جميع الجبهات.