فرنسا البلد الوحيد الذي يريد تعافي لبنان والرئيس ماكرون ملتزم مساعدته

7 يوليو 2023
فرنسا البلد الوحيد الذي يريد تعافي لبنان والرئيس ماكرون ملتزم مساعدته

استضافت “جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان” Légion D’honneur عضو الاكاديمية الفرنسية المفكر والاديب الفرنسي دانيال روندو الذي اطلق كتابه  Beyrouth‏sentimental  في ندوة عقدت في مؤسسة شارل قرم في الأشرفية تحدث فيها رئيس الجمعية السفير خليل كرم والمحامي والكاتب  الكسندر نجار. وحضرها  وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، النائب نقولا الصحناوي ممثلا الرئيس العماد ميشال عون، النائب مروان حماده، الوزير السابق موريس الصحناوي  السفيرة الفرنسية في لبنان آن غرييو ، ممثل المنظمة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط ليفون أميرجنيان، رئيس الوكالة الجامعية الفرنكوفونية جان باليو، مدير المعهد العالي للأعمال ماكسانس دويو، مديرة  المركز الثقافي الفرنسي في بيروت سابين سيورتينو وفريق عملها ، المطران بولس مطر، رئيس  جامعة القديس يوسف  البروفسور الاب سليم دكاش، رئيس المجلس الماروني العام ميشال متى، الامين  العام للجمعية رفيق شلالا وأعضاء الجمعية وعدد من الاعلاميين والكتاب والمثقفين.

 

كرم
بداية تحدث السفير كرم معلناً عن تخصيص “جمعية  اعضاء جوقة الشرف في لبنان “جائزة الكاتب الفرنكوفوني الشاب ” للعام الدراسي ٢٠٢٣-٢٠٢٤  التي سيعلن عن تفاصيلها لاحقا خلال مؤتمر صحافي مشترك في وزارة التربية والتعليم العالي.
وأشار  كرم إلى ان الديبلوماسي والأكاديمي روندو كان دوما حاضرا  عندما كان لبنان في خطر، وهو الذي اتى بمجموعة من  الشخصيات  الفرنسية المرموقة الى لبنان في عز الحرب، وهو فهم باكرا ألاهمية التي يحتلها البحر المتوسط في تاريخ فرنسا.نجاروتحدث المحامي والكاتب  نجار عن شغف دانيال روندو بلبنان.  وهو لا يبحث في كتابه Beyrouth sentimental عن لبنان السياحي بل عن “روح لبنان”. فيقول روندو : “وضعت جبيني على قلب بلد الارز واعيش الآن مع نبضات بيروت في رأسي.” ويكمل نجار :” روندو احب ويحب بيروت. يبتهج معها، يفهم غضبها، يبكي عندما تتألم ويبلسم جراحها عندما يصيبها مكروه.”. اما بالنسبة للكتاب، فليس رواية ولا وثائقياً ولا دراسة ولا يموميات، انه كل ذلك معاً. وهو، بالاضافة الى كونه تحية الى مدينة بيروت والى شخصيات لبنانية مختلفة التقاها المؤلف بمناسبة زياراته بين ١٩٨٧ و٢٠٢٢، يعبر ايضاً عن شغف صاحبه بالبحر الابيض المتوسط، على غرار الشاعر شارل قرم، اذ خصص روندو عدة كتب لمدن متوسطية كالاسكندرية وقرطاج، كما شغل منصب سفير فرنسا في مالطة التي الهمته كتاباً، فكان من الطبيعي ان ينتقل بعدها الى بيروت. وختاماً، اعتبر نجار ان روندو هو “وسيط” بين الشرق والغرب، اسوةً باللبنانيين انفسهم الذين وصفهم الكاتب امين معلوف يوماً ب “الوسطاء” بين الحضارات.روندووعرض المفكر روندو بداية لطفولته في منطقة شمبانيا في فرنسا وكيف تعرف على لبنان من خلال الكنيسة ومن خلال قراءته لمؤلفات الأدباء الفرنسيين “رينبه دو شاتوبريان”، “الفونس دو لامارتين”،” غوستاف فلوبير” “وارنست رينان” الذين عرفوه بلبنان وبتاريخه. وأشار  الى ان زيارته للبنان بداية كانت من أجل الاطلاع على  مكانة فرنسا والانتظارات  والامال التي تعلق عليها. وقال: “ان الأوضاع في لبنان معقدة لكن لدى الشعب اللبناني مزايا استثنائية، وتدهشني قدرته على الفهم الشديد للعالم حوله، فهو يستوعب الكثير مما يحصل حوله بصمت”. مشيدا بحيوية  الشعب اللبناني وتميزه بالدقة والابتكار . واعتبر ان الوضع السياسي المعقد جزء لا يتجزأ من تاريخ لبنان وهو متجذر فيه ولكن يجب التمرد على هذا الوضع  الذي يصيب لبنان بالشلل.
 

واشار الى التزام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون العميق بلبنان وقال: “بالرغم من كل  العوائق والنتائج فإن زيارة الرئيس  ماكرون للبنان مرتين بعد انفجار مرفأ  بيروت هي تعبير منه عن التزام ورغبة حقيقية بمساعدة لبنان، فهو أتى برغبة  صادقة لمساعدة شعب صديق”.
وأعلن أن السفيرة  الفرنسية آن غريو مولعة بلبنان. ورأى ان هناك العديد من الدول تهتم بلبنان لمصالح اقتصادية ومالية وقال: “لا أدعي  بأنه ليس لفرنسا مصالح اقتصادية ومالية ولكن فرنسا  هي البلد الوحيد في الوقت الحاضر  الذي يهتم بلبنان بطريقة اخوية، ولقد ارسل الرئيس ماكرون “جان ايف لو دريان: كمبعوث له الى لبنان وهذا امر جيد فهو صديق للبنان وسياسي محنك شغل منصب وزير الدفاع والخارجية وهو عاقل ورصين ويحب لبنان.
أضاف:  اعتقد ومن خلال متابعتي لأعمال القمة العربية بأن اسم لبنان لم يذكر فيها. ان فرنسا هي البلد الوحيد اليوم التي ترغب وبصدق ان يتعافى  لبنان  ويخرج من أزماته ولكن هذا الأمر يتوقف عليكم، اذ يتوجب عليكم الاضطلاع بمسؤولياتكم، فلديكم نخبة سياسية وفكرية حية  ومتمكنة، وان القدرات التي اظهرتموها  من خلال  تجاوز كل التجارب والصعوبات  على مدى ستين سنة، يجب تفعيلها من اجل إنقاذ بلدكم  وانتشاله من الحفرة.
وتناول وضع الفرنكوفونية في لبنان ودور الأكاديمية الفرنسية في الحفاظ على اللغة الفرنسية وقال:”كل مؤسساتنا اليوم مهددة، والأوضاع ليست مستقرة في عدد من البلدان في أوروبا، افريقيا وفي العالم كله، نحن نمر بمرحلة تحول وتغيير متسارعة، والمهمة الاساسية للاكاديمية الفرنسية هي اللغة الفرنسية وسبل ابقائها  حية وخالدة، فهي اللغة التي لا يتحدث بها  الفرنسيون فقط بل الفرنكوفونيون في العالم أجمع.
 
وقدم  النائب مروان حماده مداخلة اعتبر فيها بأن  فرنسا هي البلد الوحيد الذي يلتزم بلبنان على أرض الواقع. وقال: “اغتنم هذه  فرصة وبوجود وزير التربية  لأعلن بأنه وبالرغم من الأجواء السوداوية التي نعيشها فهناك فسحة أمل تتمثل بنتائج البكالوريا الفرنسية التي حقق فيها الطلاب اللبنانيون نتائج باهرة فاقت حتى نتائج الطلاب الفرنسيين.”