يعتقد الفرنسيون انهم الوحيدون القادرون على الوصول الى القمر، هكذا يصفهم مصدر متابع. ويضيف انهم يصدقون انهم صائبون في خياراتهم.
مرد هذا الكلام الى التعثر الذي مني به ايمانويل ماكرون في “إدارته” وخليته الملف اللبناني. منذ ان تصدر المشهد اللبناني لم تصل معه اي مبادرة الى خواتيمها . غرق في الوحل اللبناني، وبدلاً من ان يسحبهم الى ايجاد حل للمعضلة الرئاسية، نجح الفرقاء اللبنانيون في جره الى تشعباتهم وخلافاتهم واصطفافاتهم من دون ان يحقق اي نتيجة اساسية، وفق مصدر ديبلوماسي.
آخر الخطوات تعيين جان ايف لودريان ممثلاً شخصياً له لمتابعة الملف اللبناني بالتزامن مع “عمل” اعضاء خليته. زار بيروت وتنقل من مقر الى آخر، استطلع واستمع ولم يكتب تقريره الى الآن. عرض مع وزيرة الخارجية الفرنسية ما توصل اليه من انطباعات لخروج لبنان من ازمته. وعد بالعودة مجدداً، وسيعود، لكن من المتوقع ان تكون زيارته الثانية الاخيرة، وان تكون، كما الاولى،من دون اي نتيجة، وهو الذي عينه ماكرون موفداً له، ثم سمّاه في منصب رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات في المملكة العربية السعودية (العلا) بالتزامن مع تسلمه الملف اللبناني وسيتسلم منصبه الجديد في ايلول المقبل.
ويرفض المصدر عينه القول ان هذا المنصب سيجعله يؤثر على المملكة او يقنعها بالعودة الى الاهتمام بالسياسة اللبنانية، في الوقت الذي لم ينجح رئيسه في اقناع ولي العهد السعودي خلال زيارته باريس بمساعدة لبنان.
لم تقتنع فرنسا ماكرون بعد ان ملف لبنان مرتبط بتطور العلاقات السعودية – الايرانية، وان مبادراتها كلها لن يكتب لها النجاح من دون هذا الشرط، الذي ليس من اولويات تطور العلاقات تلك.
ويقلل المصدر الديبلوماسي من اهمية التحليلات المتزامنة مع مهمة لودريان ودوره والحديث عن مراحل لاحقة بعد جولته “الاستكشافية” الاولى في ظل ضعف الموقف الفرنسي والانقسام العمودي اللبناني.
وختم بعدم التعويل على هذه المهمة، اذ ان طروحات الحوار واشكاله التي يحكى ان لودريان سيحملها معه في زيارته التالية غير ناضجة ولا فاعلة ما دامت السعودية وايران غير معنيتين به. علماً ان الناطقة باسم الخارجية الفرنسية لم تؤكد زيارته الى السعودية وقطر قبل مجيئه الى لبنان كما اشيع في بعض وسائل الاعلام. وبالتالي ان وقت التسوية لم يحن بعد، وسيبقى قصر بعبدا خالياً الى حين نضوج تسويات المنطقة كلها.