لودريان في بيروت بالنسخة الثانية: تقطيع الوقت بالحوار

12 يوليو 2023
لودريان في بيروت بالنسخة الثانية: تقطيع الوقت بالحوار


كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: يعود الموفد الفرنسي جان- إيف لودريان إلى بيروت، ليجدّد مسعاه الرئاسي وسط حالة من التشاؤم الناجمة عن انسداد الأفق الداخلي، والاستعصاء السياسي اللذين يحولان، أقله في المدى القريب، دون تحقيق أي خرق.

سيحطّ لودريان في بيروت مثقلاً بالخلافات العميقة بين القوى اللبنانية، والتي قد تجعل من مهمته شبه مستحيلة. ولهذا اندفع بعض أصدقاء الإدارة الفرنسية باتجاه إقناعها بالتخفيف من اندفاعتها على قاعدة نصحها بتأجيل زيارة وزير خارجيتها السابق إلى لبنان خصوصاً أنّه لا يحمل أي مبادرة قد تكون موضع نقاش، ولا هو محصّن بتفاهم إقليمي أو دولي قد يقيه التعرّض للنيران الصديقة… لكنّ قلق باريس من تمدّد الانهيار وتعمّقه، لدرجة تعريض لبنان برمّته إلى خطر الزوال، بمعنى تغيّر طبيعته السياسية والديموغرافية، هو الذي يدفعها، وفق عارفيها إلى عدم الاستسلام والاستمرار في مسعاها ولو كان من باب تقطيع الوقت لا أكثر.لا يملك لودريان في جيبه إلا ورقة طاولة الحوار المستديرة التي يأمل في أن تشكل جسر عبور إلى نقاشات لبنانية – لبنانية قد تكسر حالة الجمود. ما يعني أنّ الدبلوماسي العتيق لم يقفز من ضفّة تبني معادلة سليمان فرنجية – نواف سلام إلى ضفّة المرشح الثالث. لا يزال في طور النقاش والبحث عن إبرة حلّ في كومة قشّ الخلافات، والعمل على وضع جدول أعمال طاولة الحوار المنتظرة التي أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه «ركّبها» في البرلمان، مع العلم أنّ القوى المعارضة لا تبدي حماستها لهذه الطاولة تحت عنوان أنّ إنجاز الاستحقاق يكون في الذهاب إلى جلسة انتخابية في مجلس النواب. إذاً، لا مبادرة فرنسية واضحة بعد. جلّ ما في الأمر هو حراك في الوقت الضائع، يقضي بالعمل على حفر جبل الخلافات اللبنانية بإبرة الصبر الفرنسية. ولهذا من المرتقب أن يحطّ لودريان أكثر من مرة في بيروت في المرحلة المقبلة، لا سيما أنّ تعيينه رئيساً للوكالة الفرنسية الخاصة بمحافظة العلا السعودية، لن يبعده عن الملف اللبناني، كما اعتقد البعض. لا بل ترى الإدارة الفرنسية في هذا الموقع باباً لتكثيف خطّ التفاوض بين باريس والرياض، لعلّه ينجح في تحقيق الخرق في جدار الرئاسة اللبنانية.