لبنان يملك أهمّ أنواع العنب

12 يوليو 2023
لبنان يملك أهمّ أنواع العنب


كتبت ندى عبد الرزاق في “الديار”: المجالس قديماً، لم تكن مجرد مكان لاحتشاد مجموعة من المقتدرين والوجهاء، في حلقات شعرية وادبية يتم فيها تبادل الشعر وارتجاله، بل كانت قناني النبيذ حاضرة بقوة. و»الخمرة» ترمز في الشعر الصوفي الى المعرفة والشوق والمحبة الإلهية، حيث يكثر ذكر الكأس، والنديم والشارب والسكر والنشوة. وهذه الاوصاف تحمل دلالات روحانية بعيدة عن اللذات الجسدية المباشرة. يُذكر ان الاندلسيين استرسلوا بوصف الخمرة وادواتها، وفي طليعتهم أبو نواس أستاذ «فن الخمريات» في الشعر العربي، الذي كان من أكثر فنون الشعر شيوعا بين شعراء الاندلس.

ويحتوي العنب على مجموعة كبيرة من الفيتامينات الهامة مثل فيتامين «أي» و«ك» و«س»، ويشتمل على المعادن مثل الكالسيوم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنغنيز، الفوسفور، البوتاسيوم، السيليكون والكبريت، وفيه نسبة جيدة من المركبات المضادة للأكسدة واهمها «الفلافونويد». ويحمي العنب من السرطان لغناه بمركبات «البوليفينول»، التي تعمل على تقليل الأورام في الكبد والمعدة والصدر والقولون. كما يعزز من صحة القلب والشرايين ويضبط ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم، ويقي من الإمساك بسبب نسبة الالياف العالية فيه، ويخفف من الالتهابات المزمنة بسبب مادة «الريسفيراترول»، ويعزز من صحة البصر لاحتوائه على «اللوتين» و«الزياكسانثين».يصنع من العنب الزبيب، دبس العنب، الملبن، المربى، الخمر والحصرم، وهو كما يعرف اول العنب، ويكثر في بدايات الصيف قبل ان ينضج، ولا يؤكل كفاكهة بل يستغل في المصنوعات الغذائية والمطبخية، كبديل للحامض والخل تحديدا.وحموضة الحصرم الطبيعية هي ما تعطيه قيمته العالية، وتزيد من أهميته في الطهي. وبحسب المعلومات الطبية، فان نسبة الاحماض العضوية فيه مرتفعة جدا على عكس نسبة السكريات الضئيلة. ويشتمل على «الفلافونويد» وهي مادة عضوية تتحلل في الماء، ومضادة للأكسدة والبكتيريا والفطريات والطفرات الوراثية والفيروسات. والجدير ذكره ان دراسات طبية أميركية اشارت الى أهميته في محاربة السمنة والتخلص من الوزن. وأبرز استخدامات الحصرم الطازج، تكمن في اضافته الى ورق العنب والمحاشي والسلطات والفتوش والتبولة وحتى مع الدجاج بالفرن.يعد النبيذ اللبناني الفاخر من أكثر الأنواع جودة واهمها في العالم، وبحسب السيد ماريو توما، وهو «يضمن» كروم عنب في منطقة زحلة ويملك مخمرة، « يتيح المناخ المشمس في البلاد بأن ينضج العنب بشكل مثالي، وهذا عامل أساسي يساعدنا على انتاج نبيذ عالمي راقي المستوى، ويدخل العنب «العبيدي» و«المراوح» في انتاج أرقى الأصناف».وعن كيفية صناعة «النبيذ» شرح توما لـ «الديار» انه «يتم تقسيم العنب المخصص لصناعة مختلف أنواع الخمر على الخزانات المعدّة لهذه الغاية، ويتم فرز كل نوع ووضعه في خزان منفصل عن الآخر، ويمزج العنب مع القشرة، حيث ينقل من أسفل الخزان الى أعلاه لاستخراج اجود الطعمات من القشرة». مشيرا الى «ان السر في نكهة النبيذ يعود الى الطعمة واللون ومصدرهما هو قشور العنب».ينتج لبنان سنويا ما بين 8 و10 ملايين قنينة نبيذ، نصفها يصدّر الى الخارج وتبلغ الايرادات السنوية حوالي 15 مليون دولارا، وقد يتضاعف هذا الرقم الى 3 او 4 اضعاف في حال وضعت وزارة الصناعة و«الزراعة» خطة تسويقية مدروسة. الجدير ذكره، ان النبيذ اللبناني حاز على جوائز وميداليات عالمية، لان الخمر المصنع محليا لا ينقصه شيء بحسب التقارير العالمية كونه يطابق المواصفات والمعايير العالمية.الاستهلاك اليومي المعتدل من النبيذ يعزز الجهاز المناعي، من خلال زيادة تأثير اللقاحات في الجسم بسبب كحول «الايثانول» ومضادات الاكسدة، التي تعتبر فعالة في مقاومة أكثر من 200 نوع من الفيروسات. كما يزيد من قوة العظام ويعمل على مضاعفة كثافتها ويمنع هشاشتها.في سياق متصل، قال رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» إبراهيم ترشيشي لـ «الديار»، «يوجد في لبنان أصناف كثيرة من العنب، وهناك أنواع وكروم جديدة وهي الأفضل في العالم، منها: «السكارليت» وهو عنب ابيض خالي من البذور، ويتم تصديره الى أوروبا والدول العربية، ومن ثم يأتي «الكرمسون» و»الريد كلوب»، حيث نوع قشرته قاسية وهذا يستغل في التخزين ويتأخر في النضج». واشار «الى الأنواع العادية مثل «التفيفيحي» و«البيتموني»، وهو من أكثر الأنواع المرغوبة في السوق المحلي، وبعض الدول تطلبه بشكل خاص ويتم نقله بواسطة الطائرة، ويبدأ بالاستواء ابتداء من شهر تشرين».أردف «نستطيع تغطية السوق اللبناني اعتبارا من أوائل شهر حزيران، ويستمر الموسم حتى الشهر الرابع من السنة المقبلة، حيث يتم تخزينه ويبقى طازجا وصالحا للاستهلاك طول هذه الفترة».وعن العنب الذي يدخل في صناعة الخمر قال: «ان الكميات ليست كبيرة، لان المساحات التجارية المعدة للاستثمار هي من نوعية «الكرمسون» و«الريد كلوب»، اما «السكارليت» فهو مكلف جدا، الا ان محصوله جيد وقد يصل انتاج الدونم الى حوالى الـ 1500 دولار، صحيح ان كلفته باهظة، لكن المكسب كبير».