لاستعادة 13 نقطة خلافية على الخط الأزرق وزيارة محتملة لهوكشتاين لبيروت

12 يوليو 2023
لاستعادة 13 نقطة خلافية على الخط الأزرق وزيارة محتملة لهوكشتاين لبيروت


يوم أمس حط المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين في الأراضي المحتلة في زيارة مفاجئة لم يعلن عن مدتها، حيث التقى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، علما أن هيئة البث الإسرائيلية اكتفت بالقول إن:”التوترات الإسرائيلية اللبنانية ومسألة التطبيع السعودي كانت مطروحة على الطاولة”.

تأتي زيارة هوكشتاين في وقت تشهد الحدود الجنوبية توترا بعد إقدام العدو على انتهاك القسم اللبناني الشمالي من بلدة الغجر الحدودية بإنشائه سياجا شائكا وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة، وصلابة الموقف عند حزب الله لجهة رفض إزالة الخيمة التي نصبهما في مزارع شبعا المحتلة خاصة وأنها على أرض لبنانية تبعا للقرارات والاتفاقيات الدولية.لطالما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التمسك بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، مشدداً على أن “من حقنا الطبيعي ممارسة كل أشكال المقاومة لتحرير أرضنا المحتلة. ورأى أن الدولة اللبنانية هي التي ترسم الحدود وهي التي اعتبرت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزءاً من قرية الغجر محتلين. وبانتظار ما سيعلنه السيد نصر الله مساء اليوم حول ملف الجنوب وسط حديث جدي عن مساعي لترسيم الحدود البرية(كما اعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب)، فإن موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من ملف الترسيم البري يتطابق تماماً مع موقف حزب الله، حيث شدد في الساعات الماضية على أن ” المطلوب الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا نقطة الـ B1 ورأس الناقورة، وأن على الأمم المتحدة إلزام إسرائيل تطبيق القرار الدولي 1701، علما أن رئيس المجلس النيابي لطالما كان من الداعين إلى أهمية تلازم مساري البر والبحر في ترسيم الحدود، ومع الإشارة أيضاً إلى أن نقطةB1 رأس الناقورة، ثابتة للبنان منذ العام 1923 باتفاق بوليه ـ نيوكومب.سبق لهوكشتاين أن قاد مفاوضات بين لبنان وإسرائيل انتهت بترسيم الحدود البحرية، ومن المرجح وفق مصادر مطلعة على الأجواء الأميركية لـ”لبنان24″ أن يزور هوكشتاين بيروت في الأيام المقبلة في زيارة خاطفة يطرح خلالها مع المعنيين خريطة طريق للحل، لا سيما وأن الأجواء نقلا عن هذه المصادر تشير إلى أن واشنطن تبدي قلقا من التوتر في الجنوب، علما أن ثمة من يعتبر أن مسار التصعيد الجنوبي مرده الواقع المعقد في المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وأن هوكشتاين صاحب نظرية أن اسرائيل تنازلت للبنان في البحر، وعلى لبنان أن يتنازل لها في البر وفق ما أعلنه في ايلول 2022، سيعود مجدداً لطرح ملف الترسيم البري على الطاولة.مصادر سياسية مطلعة لا تحبذ الكلام عن ترسيم بري وتبدي قلقاً من أن يفقد الترسيم البري لبنان النقاط المتحفظ عليها بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، مع إشارتها لـ”لبنان24″ إلى أن اتفاقية يوليه – نيوكمب تؤكد أن مزارع شبعا هي ضمن الحدود اللبنانية وأن الأمم المتحدة تعترف بالحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والتي نصت عليها اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين، وبالتالي فإن الترسيم حصل في العام 1949، ولذلك لا يجوز فتح هذا الملف مجدداً، لافتة إلى أن الخط الازرق هو خط انسحاب وليس خط حدود، فضلاً عن أن اتفاقية الهدنة اللبنانية – الإسرائيلية هي معاهدة دولية وتلزم إسرائيل باحترام حدود لبنان المعترف بها دوليا، والمادة الخامسة(الفقرة الأولى) منها تنص على أن خط الهدنة يتبع الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين”.لقد أعلن وزير الخارجية أمس أن الترسيم البرّي هو الحلّ لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية، وهو لا يعني تطبيعاً، وان هنالك 13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، 7 منها هناك اتفاق عليها، و6 تشكّل مادّة خلاف”. هذه النقاط كان قد أثارها أكثر من مرة العميد المتقاعد رياض شيّا بقوله ” بعد توقيع اتفاقية 1949، قامت لجنة الهدنة المكلفة مراقبة الهدنة وعقد اجتماعات دورية، باعادة تثبيت الحدود من خلال تحديد 38 نقطة أساسية، و148 نقطة ثانوية، لكن توالي الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاقية، واحتلالها مناطق لبنانية، أدى إلى بقاء 13 نقطة خلافية على الخط الازرق الذي رسم بموجب القرار 1701. من هنا، الخط لا يشكل الحدود الحقيقية بين البلدين، بل هو عبارة عن خط انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان استنادا إلى القرار 425، وبناء الجدار عليها يعتبر اعتداء على السيادة اللبنانية”.ما تقدم يؤكد، أن استعداد لبنان الرسمي القيام بالترسيم البري لا يعني مطلقا التنازل عن الغجر او شبعا أو تلال كفرشوبا أو أي بلدة لبنانية، إنما يهدف إلى تسوية الـ 13 نقطة خلافية على الخط الأزرق برعاية الأمم المتحدة المعني الأول بالقرارات الدولية المتعلّقة بلبنان والتي تشير إلى حدوده المعترف بها دولياً في الجنوب والتي تنتهكها إسرائيل وتحتل أجزاء منها.