لا تزال المراوحة السياسية على حالها في انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، بالتوازي مع إجراء اتصالات جانبية تتعلّق بالحوار حول الملف الرئاسي المفترض أن توجه الدعوة إليه. فيما استمر الاهتمام بالوضع جنوباً، مع ارتفاع منسوب الاستفزازات الإسرائيلية.
وذكرت «الأخبار» أن النقاش لا يزال مستمراً حول مكان انعقاد الحوار الذي يُرجح أن يدعو لودريان القوى اللبنانية إلى خوضه. ورغم أن الرئيس نبيه بري أبلغ الفرنسيين بأن مصلحة الجميع أن تُعقد اجتماعات الحوار في المجلس النيابي، هناك من يشير إلى «فعالية أكبر» لحوار يُعقد في قصر الصنوبر، مركز السفارة الفرنسية في بيروت. لكنّ مصادر عين التينة ترجّح أن الجلسات، في حال اتُّفق على الحوار، ستلتئم في المجلس النيابي، وأن النقاش هو حول شكل المتابعة الفرنسية له، لناحية حضور مندوب فرنسي من دون أن يرأس الجلسات. وقالت المصادر إن الحوار يُفترض أن يجري على مستوى رؤساء الكتل النيابية، ما يعفي قيادات سياسية كثيرة من هذه المهمة، علماً أن بري أبلغ الجميع أنه لن يحضر شخصياً وسينوب عنه من يرأس وفد كتلة التحرير والتنمية.
ورغم ترحيب غالبية القوى بالحوار، بقيت القوات اللبنانية على موقفها الرافض، وهو ما أكّده قائدها سمير جعجع أول من أمس، موجّهاً نصيحة إلى الفرنسيين بعدم الإصرار على هذه الفكرة، وحثّ رئيس المجلس وبقية القوى على عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. لكنّ مصادر مطّلعة أعربت عن اعتقادها بأن القوات لن تتخلّف عن المشاركة في حال حظيت الدعوة إلى الحوار بموافقة غالبية القوى المعنية، وبدعم من البطريركية المارونية. يبقى أن الغموض لا يزال يحيط بجدول أعمال الحوار، مع انتظار الجميع لاقتراح يعرضه الموفد الفرنسي، يأخذ في الاعتبار نتائج اتصالاته الخارجية مع دول اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، وخصوصاً الجانب السعودي.
وكتبت” اللواء”: رسمت مصادر سياسية صورة تشاؤمية بخصوص مسار الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى مواقف الاطراف السياسيين الأساسيين، وحراك الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بين المملكة العربية السعودية وقطر، واعتبرت ان بقاء الانقسام السياسي الحاصل بالداخل اللبناني على حاله، وعدم استعداد اي طرف من الطرفين للتقدم خطوة الى الامام بإتجاه الطرف الآخر، مؤشر سلبي، لا يساعد الى التوصل للاتفاق على مرشح توافقي مقبول، يتم انتخابه رئيسا للجمهورية، بل يُبقي الملف الرئاسي مجمدا حتى اشعار آخر، بانتظار مسار الحراك الفرنسي ونتائجه وقدرته على تضييق شقة الخلاف الحاصل وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، باتجاه انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.وكتبت” الديار”: حذرت مصادر سياسية مطلعة من محاولة تفخيخ مهمة لودريان من خلال الحديث عن التاسيس لمرحلة جديدة للدور الفرنسي، فهناك من يسوق بانه لمس في محادثاته الاخيرة في بيروت استحالة فوز اي من المرشّحين المتنافسين اليوم، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، في السباق الى بعبدا، نظرا الى التوازنات النيابية الحالية التي تحكم مجلس النواب. وعليه، اقتنع بأن استمرار باريس في دعم معادلة «فرنجية – نواف سلام»، لا طائل تحته، ولا بد من الذهاب نحو خيار ثالث قادر على كسر الاصطفافات الحادة القائمة اليوم. وبراي تلك الاوساط، فان رضوخ باريس للموقف القطري والاميركي سينهي مهمة لودريان قبل ان تبدأ، لان عودته بحوار مشروط لن يجد الصدى لدى «الثنائي الشيعي» المتمسك بالذهاب الى الحوار بمرشحه، فيما تحاول الدوحة مجددا طرح ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون باعتباره المخرج الوحيد للازمة الراهنة.