قد لا يمر يوم من دون أن تكون هناك ضحية جديدة نتيجة حوادث السير التي تقع على الطرقات اللبنانية، ما جعلها واحدة من ابرز الاسباب الاساسية للوفيات في لبنان ، وقد شهد لبنان خلال الأعوام 2012-2023 (حتّى نهاية شهر أيّار) سقوط 5,953 ضحيّة.
وفي مقارنة سريعة مع الأعوام الماضية، لا يزال عام 2014 متربعاً على عرش اعلى ارقام لضحايا السير، إذ بلغ 657 ضحيّة، يليه العام 2013 بفارق بسيط في عدد الضحايا، بلغ 649 ضحية. أما العدد الأقلّ في عدد الضحايا فكان في العام 2022 إذ بلغ 359 ضحية.
وبحسب أرقام الدولية للمعلومات فقد انخفضت حوادث السير في الأشهر الأولى من العام 2023 إنّما ارتفع عدد الضحايا الذي بلغ 151 ضحيّة، ما يدلّ، إذا ما استمرّت النسبة عينها، إلى ارتفاع مفترض في العدد مع نهاية العام، وهكذا يصبح المعدّل السنوي لضحايا حوادث السير في العقد الأخير 513.6 ضحايا، أي بمعدّل ثلاث ضحايا كلّ يومين، أو نحو ضحيتين في اليوم الواحد.
تُعزى أسباب هذه الحوادث إلى العديد من العوامل المتراكمة، بحسب الخبراء الى سلوكيات خاطئة لدى السائقين، إضافة الى عدم وجود بنية تحتية صالحة لسير المركبات، ونقص في تطبيق قوانين السير والأمان، عدم توفّر الإنارة، هذا فضلا عن عدم قدرة المواطن على اصلاح سيارته نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد. وتوقع الخبراء الا يرتفع عدد الضحايا بشكل كبير، نتيجة ارتفاع كلفة البنزين وكلفة تصليح السيّارات، وعدم استخدام السيّارات الخاصّة للتنقّل إلّا عند الضرورة، آملين أن يعود هذا الأمر بالخير على نسبة الحوادث والضحايا.
وعليه يبقى الوعي العنصر الاساسي الذي على الجميع التحلي به للتخفيف من القتل المجاني على الطرقات اللبنانية.