لا تكاد تُحل ازمة على مستوى مرضى السرطان، حتى يقع المريض مرة جديدة ضحية لكارثة صحية اخرى، يدفعون ثمنها من ارواحهم وصحتهم. فبعدما قامت وزارة الصحة بضبط ملف الادوية وعملت على مكننة ومراقبة الدواء من المصدر لضمان عدم الغش والتزوير ووصول الدواء لكل مريض، ما انعكس ايجابا على قضية الادوية العلاجية للمرضى، حتى بات بعض من المرضى الاخرين امام مشكلة صحية لا تقل خطورة. فما جديد هذا الملف؟
Advertisement
تتعلق هذه المرة الازمة بمرضى السرطان الذين يستفيدون من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وخصوصا بما يتعلق بجلسات العلاج الكيميائي. وقبل الدخول في التفاصيل لا بدّ من الاشارة الى انّ تكلفة الجلسة الواحدة قد تتخطى الـ700 دولار اميركي، بعض المرضى يحتاجون الى جلسة كل شهر والبعض الاخر قد تتطلب حالتهم الصحية جلسة كل اسبوع. يُضاف الى ذلك الادوية التي يتم وصفها بعد كل جلسة للمناعة والغثيان والدوار والى ما هنالك، والتي قد تصل تكلفتها الى أكثر من 20 مليون ليرة لبنانية، وهذه ادوية تم رفع الدعم عنها لانّها رخيصة نسبيا، بينما بقيت الادوية الاغلى مدعومة الى حد ما.
خطر كبير
امام هذا الواقع المزري، اضطر مرضى الى ايقاف علاجهم اي أنهم باتوا ينتظرون مصيرهم ببطء، او عمدوا الى تقليل عدد الجلسات وهذا يشكل خطرا كبيرا على حياتهم، كما يؤكد رئيس جمعية “بربارة نصار لدعم مرضى السرطان” هاني نصار في حديث مع “لبنان 24” حيث يشير الى انّ 40 بالمئة من مرضى السرطان يستفيدون من تقديمات الضمان الاجتماعي. وبحسب نصار: “60 بالمئة من هؤلاء المرضى غير قادرين على تأمين أدويتهم وعلاجاتهم من قبل الجهة الصحية الضامنة وهي الضمان الاجتماعي. وللغاية رفعنا قبل ايام كتابا الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي طلبنا فيه من الادارة رفع نسبة التغطية على الادوية والفحوصات المخبرية ودخول المستشفى لمساعدة المرضى في تلقي العلاج، فالتغطيات احيانا لا تزال على الـ1500 ليرة للدولار، بينما دولار السوق اكبر بكثير”.
صرخة للضمان
ويوجه نصار صرخة باسم المرضى الى الضمان الاجتماعي قائلا: “ما الحل، شباب وشابات يموتون كل يوم، لماذا لا يتم التجاوب معنا على غرار ما حصل في وزارة الصحة التي عملت على ضبط موضوع تفلت الادوية والغش. لذا نناشد الضمان الاجتماعي تغطية نسبة تصل الى 80 بالمئة من العلاج بالكيماوي، اضافة الى تغطية 80 بالمئة من البدل الذي تتقاضاه المستشفيات بدل كل جلسة علاج، وتغطية 80 بالئمة من ثمن الادوية بينها إبر المناعة وأدوية الغثيان والألم، واخيرا تغطية 80 بالمئة من ثمن أدوية العلاجات الهرمونية الخاصة بسرطان الثدي، وادوية سرطان القولون والبروستات”.
ويؤكد نصار: “لا نستطيع ان نستسلم، وأي منطق هذا الذي يقول “يلي معه بيتحكم ويلي ما معه بموت؟”، أُيعقل ان نصل الى هنا؟.. ومهما كانت الصعوبات الاقتصادية التي نعاني منها، الا انّ صحة مريض السرطان يجب أن تبقى في رأس سلم الاولويات”.
مصادر الضمان الاجتماعي
في المقابل، تقول مصادر خاصة في الضمان الاجتماعي لـ”لبنان 24″ إنّ الضمان زاد من الاشتراكات ورفع من نسبته المادية للاستشفاء بالقدرة التي يقوى عليها في ظل الازمة الاقتصادية الكبرى التي يمر بها البلد. وبحسب المصادر فانّ: “ابواب الضمان مفتوحة لكل مريض لتقديم الشكوى وليس بحاجة الى أي جهة لتكون “واسطة” له. وثمة مبالغة اليوم في الصورة التي تريد بعض الجمعيات ايصالها امام الرأي العام.. أبوابنا مفتوحة للجميع وصحة المريض تعنينا وهذا دورنا الذي لن نتخلى عنه مهما كانت الصعوبات. ولا نريد الدخول في مزيد من السجالات”.
يُذكر انّ لبنان يحتل مراتب متقدمة بين الدول التي تعاني من السرطان، حيث يحتل المرتبة الاولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.