لهذه الاسباب نصب حزب الله خيمته على حدود مزارع شبعا

16 يوليو 2023
لهذه الاسباب نصب حزب الله خيمته على حدود مزارع شبعا


كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: السؤال الذي يحتاج الى من يجيب عنه هو: لماذا اختار “حزب الله” شهر حزيران الماضي لينصب خيمته الشهيرة على حدود مزارع شبعا وتحديدا عند النقطة التي تسمى في القاموس الاسرائيلي جبل دوف، لينطلق بعدها في رحلة تحدٍّ مع الالة العسكرية الاسرائيلية؟

بحسب ما ورد في مستندات شكوى اسرائيل الى الامم المتحدة ان الحزب نصب خيمتيه على مرحلتين: الاولى في 12 أيار والثانية في 31 من الشهر عينه. وفي حين ان اسرائيل اعلنت ان الحزب قد فكك احدى الخيمتين وابقى على الثانية، فان الحزب يقدم رواية تفيد بان كلا الخيمتين مازالتا قائمتين، لكن العدو لا يريد إلا ان يرى واحدة يعتبر انها نُصبت في بقعة عائدة لسيادته، في حين ان الثانية لا تبعد عنها إلا اقل من عشرين مترا.الاهم في هذه السردية عند عالمين بالعقل الاستراتيجي للحزب هو توقيت هذا الفعل ومكانه.قد يحمل التحليل القائل بان الحزب اختار دنو موعد ذكرى حرب تموز ليعيد التذكير بدوره وبانه لم يعد “عاطلا” عن الفعل والمواجهة بعد الترسيم البحري وفقا لما بثّه خصوم الحزب، وربما انه اراد ايضا ان يشد من أزر الفلسطينيين في الضفة وقد انطلقوا في رحلة مواجهة جديدة مع قوة الاحتلال. لكن مصادر على صلة بالحزب لا تخفي ان توقيت فعل التحدي والتصعيد هذا وثيق الصلة بالتطورات في الداخل اللبناني، واستطرادا بالمواجهة الخفية بين الحزب وواشنطن، خصوصا ان الاخيرة قد وجهت ضربة للحزب حينما ابطلت جهوده الرامية الى الاتيان بمرشحه رئيسا للجمهورية. فقبل اشهر قليلة اطلق الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كلاما هدد فيه بالضغط على الحدود الجنوبية اذا ما مضت واشنطن في “تجويع اللبنانيين” وابقائهم في دوامة اللااستقرار. حينذاك كان نصرالله يعطي اشارة الانطلاق بمواجهة مختلفة يعتقد انها اكثر ايلاما للاعداء لانه يعلم مدى حرص واشنطن على أمن اسرائيل. فمنذ ذلك الحين شهد الجنوب تصاعدا نوعيا لاداء الحزب الى ان وجد ضالته المنشودة في الخيمة. وهنا كان الحزب يمارس نوعاً من الرد على فعل اميركي يعتبره معاديا له تمثل في ما يزعم الحزب انه رعاية اميركية للحلف السياسي الذي دعم ترشيح جهاد أزعور. والهدف كان تضييع فرصة كانت في نظر الحزب قريبة المنال لإيصال فرنجية الى سدة الرئاسة. لذا فخيمة “المزارع” هي في وجه اميركا حصراً.اما اختيار الحزب لتلك الجغرافيا فلانه يعرف انها جزء من بقعة متداخلة بين ثلاث دول وهي تقع عمليا خارج البيئة الحاضنة للحزب. وبمعنى آخر يدرك الحزب ان صدى اي فعل في تلك البقعة اكبر من اي صدى في اي بقعة حدودية اخرى، خصوصا مع احتلال اسرائيل المكشوف لاراضٍ لبنانية هي الجزء الشمالي من الغجر. ويعتبر الحزب انه حقق مآربه من نصبه تلك الخيمة كونها اظهرت تآكل قوة الردع الاسرائيلية.