حوار متجدد وإعادة تموضع واضحة

16 يوليو 2023
حوار متجدد وإعادة تموضع واضحة


كتبت سابين عويس في” النهار”: الوقائع والمعطيات المتوافرة حتى الآن تشي بأن زعيم التيار البرتقالي جبران باسيل يسير في خطى ثابتة في مسار إعادة تموضع واضحة لم تبدأ مع الإعلان عن استئناف الحوار مع حزب الله، بل سبقت ذلك وتحديداً الى تاريخ زيارة مؤسس التيار الرئيس الأسبق ميشال عون الى دمشق ولقائه ألرئيس السوري بشار الأسد.

 
في تلك الزيارة التي لم يكشف الكثير عن مضمونها، حرص عون على تثبيت موقع صهره في المعادلة السياسية، مبرراً الحيثيات التي دفعته الى تبني ترشيح ازعور والخروج عن طاعة الحزب بدعم فرنجية المقرب جداً والحليف الأول للاسد. وقد ذهب عون ابعد في الكشف عن ان المرشح الفعلي للتيار هو الوزير السابق زياد بارود. لم يكن رد الأسد على مستوى طموحات زائره الذي كسر بزيارته محظورات عدة، مؤكداً من خلال قيامه بها على حرصه على افضل العلاقات مع النظام. فالاسد ابلغ عون بأن سوريا لا تتدخل في الملف الرئاسي، وان الامر متروك للحزب، وعليه ان يتحاور معه في شأنه.
 
تزامنت زيارة عون الى دمشق مع تكثيف باسيل جهوده وحركته الخارجية ولا سيما على خط الوساطة القطرية من اجل هدفين، المساعدة في التسويق له مرشحا جدياً للرئاسة، والمساعدة في رفع العقوبات الأميركية عنه او على الأقل التخفيف من حدتها ومفاعيلها. لكن باسيل اصطدم بعدم الوصول الى أي نتائج في كلي النقطتين.
 
 
حتى ان تموضعه الى جانب أحزاب المعارضة ظل محفوفًا بالشكوك ويفتقد الى الثقة نظراً الى تجارب فاشلة سابقة.
 
هذا الواقع دفع باسيل الى العودة الى مربعه الأول، ليعود ويدور في فلك الحزب ودمشق، حيث ترددت معلومات ان زيارة عون افضت الى وعود بأعمال سيقوم بتنفيذها باسيل مع رجال اعمال سوريين، لا يستبعد ان يكشف النقاب عنها في مرحلة لاحقة.
 
لكن هذا لا يعني ان حاجة باسيل الى الحزب لا تقابلها حاجة الأخير له ايضاً، على قاعدة المصالح المشتركة للفريقين. تبقى نقطة أساسية على طريق الحوار بينهما تتمثل في الفهم الواضح لموقف باسيل من فرنجية من جهة وما سيكون موقفه من ترشيح ازعور من جهة أخرى، مع ما يرتبه أي تراجع عن دعم الأخير على العلاقة الهشة اساساً بينه وبين القوى المسيحية الأخرى وقوى المعارضة، خصوصاً ان التوجس من مواقف باسيل قد بدأت تظهر في الأوساط المسيحية، وهو ما دفع ربما الرجل الى الاعتراف للبطريرك الماروني بشارة الراعي بمضمون الحوار المستجد مع الحزب.
 
لا شروط مسبقة في هذا الحوار كما بات مفهوماً، ما يعني آن نتائجه على الملف الرئاسي لا بد ان تتبلور في واحد من خيارين، يفترض بالايام المقبلة ان تبلوره، بالتزامن مع الحركة الخارجية الناشطة على الجبهة الرئاسية: اما ان يقتنع باسيل بأن لا رئاسة الا بفرنجية رئيساً، وهو ما حرص الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على قوله جهاراً وتكراراً في اطلالته الأخيرة، أو ان يكون ثمن عودة الابن الضال المسيحي الى كنف الثنائي التفاهم على مرشح لا يستفز الحزب ويوفر له الضمانات التي يراها في فرنجية، طالما ان نصر الله قالها بوضوح في ما يشبه استدراج العروض، ان الضمانات في الشخص وليس في النظام او الدستور!