حذّر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى من «العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية»، معتبراً أنه «طعن في خاصرة الوحدة الوطنية وبرسالة لبنان التي تقوم على الوحدة في التعدد»، وذلك في ظل التعثر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية والانقسام العمودي الذي طاول بتداعياته الخلافات على جلسات البرلمان والحكومة.
وتوقف المجلس في اجتماع عقده برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، «بقلق واهتمام كبيرين أمام ظاهرة الفراغ في المؤسسات الدستورية وتآكلها وشل عملها على نحو لا سابق له»، ويمتد من رئاسة الجمهورية، إلى الحكومة التي يقتصر عملها الدستوري على تصريف الأعمال، إلى قيادة الجيش والأركان، وحاكمية البنك المركزي، وتعطيل التحقيقات القضائية (جريمة تفجير المرفأ نموذجاً)، «وكأن الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة أصبحت في إجازة قسرية في وقت يبحث فيه المواطن اللبناني عن لقمة العيش في مجتمع تسوده البطالة واندثار فرص العمل، وتصدع أركان المؤسسات التعليمية». وأضاف في البيان: «تطرق المجلس أيضاً إلى الظاهرة الأسوأ، التي تتمثل في عدم إدراك مخاطر هذا التردي واستمراره، الذي بات يهدد لبنان بالفوضى وبخطر الانهيار الكامل. ومع ذلك يجري التعامل مع هذا الواقع الخطير بكثير من الاستخفاف بمخاطره على المستقبل والمصير».
وأشار إلى أنه «سبق للمجلس برئاسة المفتي دريان أن حذر مراراً من مخاطر هذا التدهور المتمادي، ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً، فالضمير الوطني العام يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط دعوات للهروب من الواقع وإصلاحه، إلى الاختباء وراء دعوات مكررة وممجوجة لإعادة النظر في كيان الدولة ووحدتها الوطنية».
وقال المجلس إنه «يرفع الصوت عالياً مرة جديدة»، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية لا تشكو من فراغ مؤقت أو مرحلي، بل إنها تعاني من تفريغ مقصود ومبرمج يكون منطلقاً لإعادة النظر في صيغة العيش المشترك التي ارتضاها اللبنانيون ولا يزالون».
وحذر المجلس «من العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، ويجد فيه طعناً بخاصرة الوحدة الوطنية وبرسالة لبنان التي تقوم على الوحدة في التعدد»، وأضاف: «عبثاً يجري البحث عن حل للأزمة اللبنانية في قاعات منيرة في هذه الدولة أو تلك من الدول الصديقة أو الشقيقة».
ولفت إلى أن «الحل الضائع موجود في قاعات لبنان المظلمة بالتعصب وقصر النظر والمصالح الذاتية. لا يمكن العثور على حل في غير المكان الذي يوجد فيه»، مشدداً على أن «المساعدة الخارجية لا تكفي. لا بد من إرادة داخلية وطنية جامعة. وهذا ما يفتقده لبنان وما يفتقر إليه. وهو ما يدعو المجلس الشرعي إلى وجوب العمل على إدراكه والعمل عليه وبه، حتى يخرج لبنان من النفق المظلم الذي طالت معاناته منه».الراعيوقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في قداس عيد القديس شربل في بقاعكفرا مساء امس” إن الإبقاءَ على الحكومةِ المستقيلةِ خِيارٌ محفوفٌ بالخطر. فهذه الحكومةُ تبقى حكومة تصريف أعمالٍ حتى لو انتقلت إليها صلاحيّات رئيسِ الجُمهوريّةِ في حالِ حصولِ شغورٍ رئاسيّ. ونظريّةُ الضروراتِ تُبيح المحظوراتِ تفتح أبواباً خطرة”.وتوجّه الى المسؤولين السياسيين بالقول: “كفّوا عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة، وانتخبوا رئيساً جديداً للجمهوريّة، قادراً على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين”.