الكتائب تتخطى الإنقسام التقليدي.. الهدف هو الأهم

16 يوليو 2023
الكتائب تتخطى الإنقسام التقليدي.. الهدف هو الأهم


لعل أهم خطوة سياسية قام بها حزب “الكتائب اللبنانية” بعد الإنتخابات النيابية الاخيرة، كان التواصل مع “التيار الوطني الحر” ورعاية التقارب بينه وبين قوى المعارضة والثورة، الخصوم التقليديين لميرنا الشالوحي، اذ عملت الصيفي على اقامة نوع من التفاوض البعيد عن الإعلام بين الطرفين لتأسيس جبهة متماسكة تواجه “قوى الثامن من اذار”. 
خلال السنوات القليلة الماضية، نقل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل حزبه من موقع الحزب التقليدي المشارك في السلطة الى الحزب المعارض المتحالف مع جميع قوى الثورة بغض النظر عن منطلقاتها الفكرية، وهذا ما تم التمهيد له مند استقالة وزراء الحزب من الحكومة وصولا الى “ثورة ١٧ تشرين” حيث كان للكتائب مساهمة جدية في عملية التنظيم.كل السياق الكتائبي ساهم في تحسن واقعه الشعبي، وإن كانت استفادته النيابية محدودة نسبيا، لكنه في الواقع إستطاع أن يشكل رافعة لعدد من لوائح الثورة في أكثر من منطقة لبنانية من دون ان يكون له نواب فيها، لذلك فقد بات الكتائب ثابتة في حلف مجموعات التغيير بالرغم من اعتراضات البعض في بداية الامر.التحالف مع التغيير وخروج الكتائب من وجدان الاحزاب التقليدية ليصبح حركة تغييرية، بعيداً عن واقعية هذا الأمر، لم يدفع قيادة الحزب الى العمل الشعبوي الكامل، بل سعى الجميل الى الإستفادة من موقعه السياسي الواقع على تقاطع هجين، لتحقيق الأهداف “الوطنية” التاريخية.فالكتائب وبالرغم من خلافه التكتيكي الكبير مع القوات، الا انه لا يزال يعد حليفا لمعراب وكذلك يبقى متحالفا مع جميع المستقلين والسياديين، يضاف اليهم تحالف مع نواب التغيير بإستثناء نائب او اثنين، ومن هنا بدأ التفاوض مع التيار لإستقطابه الى تحالف رئاسي في مواجهة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومن يدعمه.يستمر رئيس الكتائب في لعب دور الدينامو داخل قوى المعارضة فلا يمكن لهذه القوى ان تلتقي الا بمبادرة منه او مسعى جدي يقوده حزبه، ولعل هذا الأمر دفعه للبقاء، بعكس باقي الأحزاب المسيحية، خارج المنافسة اليومية على رئاسة الجمهورية، فالكتائب عمليا تؤيد مرشح المعارضة بغض النظر عن اسمه، في حين ان تأييد باقي القوى لهذا المرشح او ذاك تقف خلفه اعتبارات سياسية وشخصية وخطط مخفية. هكذا يسعى الكتائب للوصول الى هدفه السياسي عبر صناعة التحالفات والمساهمة في صناعة التكتلات السياسية الكبرى التي تواجه “قوى الثامن من اذار”، لذلك قرر تخطي خلافاته السياسية مع حلفاء الفريق الواحد وحتى مع الخصوم التقليديين، كما انه من الواضح إستمراره بهذا المسار في المرحلة المقبلة..