بحسب التوقعات لا تزال تركيا الوجهة المفضلة لدي اللبنانيين لأنها لا تحتاج الى فيزا ولأن اسعارها لا تزال مقبولة مقارنة بغيرها. فالمشكلة الكبرى التي يواجهها الراغبون بالسفر هي اسعار البطاقات المرتفعة لأن معظم شركات الطيران القديمة لم تعد الى لبنان بعد. فثمة شركات كانت متعاقدة مع مكاتب سفر تقدم لها تسهيلات بالأسعار لا سيما نحو أوروبا لكن هذه الشركات لم تعد الى لبنان فصار الضغط كبيراً على عدد معين من شركات الطيران المتبقية خاصة مع مجيء أعداد كبيرة من الوافدين الى لبنان ما رفع الأسعار جداً نسبة الى السنوات الماضية. هذا الارتفاع الكبير في الأسعار أعاق السياحة نحو الخارج، وإليه أضيفت صعوبات التأشيرات ما جعل الناس يستسهلون وجهات لا تحتاج الى فيزا مثل تركيا وجورجيا. بعد الزلزال الذي ضرب تركيا شهدت السياحة إليها تراجعاً نتيجة الخوف لكن الناس نسوا بسرعة وتشجعوا على العودة إليها وصارت من أبرز الوجهات خاصة مع زيادة عدد الرحلات وطائرات الشارتر بين لبنان ومطارات مختلفة في تركيا وبين لبنان وجورجيا التي باتت تحط فيها طائرتان أسبوعياً وتشهد إقبالاً كبيراً بسبب تنوع مناطقها ما بين المدن الداخلية الأثرية الغنية بالكنائس وشواطئ البحر الأسود بفنادقها العصرية وأجوائها الترفيهية الصاخبة. أما أرمينيا ورغم حاجة اللبنانيين الى فيزا لدخولها إلا أنها باتت وجهة مرغوبة غالباً ما تتم زيارتها مع جورجيا في رحلة واحدة ويمكن للبنانيين الحصول على الفيزا أونلاين بشكل سهل لا يحتاج الى الكثير من الإجراءات.لا شك أن الوضع المالي قد أثر على سفر اللبنانيين الى الخارج للسياحة لكن، المفاجئ في الأمر أن هناك إنفاقاً سياحياً كبيراً يطرح أكثر من علامة استفهام. أما الجواب المنطقي الأكثر قرباً من الواقع فهو بحسب خيرالله أن الناس الذين كانوا يعملون ويخبئون قرشهم الأبيض لليوم الأسود باتوا اليوم ينفقون ما يجنونه ليستمتعوا بحياتهم بعد أن خسروا ما خسروه في المصارف، من دون إغفال أن الكثير من الموظفين باتوا يقبضون رواتبهم بالفريش دولار ما عزز قدرتهم الشرائية. الى هذين العاملين يضاف حب اللبنانيين للحياة الذي يدفعهم دوماً للبحث عن الفرح و المتعة أينما وجدت.
بعض هؤلاء استبدل وجهاته الخارجية برحلات برية صغيرة زهيدة الكلفة الى سوريا والأردن. مكتب فلاديمير الذي كان اول العائدين الى سوريا بعد الحرب يعرف جيداً مدى الإقبال الذي تلاقيه هذه الرحلات لا سيما بعد أن استتب الوضع الأمني في معظم المحافظات السورية وبوجود وجهات سياحية جميلة جداً في سوريا مثل الساحل السوري حيث المنتجعات السياحية الراقية و الشواطئ الجميلة بأسعار مقبولة جداً نسبة الى لبنان. كما أن الرحلة الى سوريا عبر تذكرة الهوية تحل مشكلة صعوبة الحصول على الجوازات اللبنانية التي لا تزال تشكل عائقاً حقيقياً امام السفر الى الخارج. لكن في مقابل المتحمسين لزيارة سوريا ومناطقها السياحية والأثرية هناك المترددون الذي يخشون الوضع الأمني فيها أو يخشون أن يؤثر دخولهم الى سوريا على إمكانية نيلهم تأشيرات في ما بعد الى أوروبا أو أميركا علماً أن اي من هذا لم يثبت.عدد كبير من اللبنانيين بات يشارك في الرحلات البرية الى الأردن التي باتت وجهة مقصودة نظراً الى أسعار الرحلات المقبولة جداً. لكن تبقى هناك ثمة عراقيل إذ ان البعض يخشى أن يوسم جواز سفره في سوريا، كما ان اللبنانيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية يحتاجون الى تأشيرات للدخول الى سوريا والأردن وهذا يرتب عليهم تكاليف عالية يفضلون الاستغناء عنها لذا تقتصر الرحلات على أصحاب جوازات السفر اللبنانية. لكن مشكلة الأردن أنها باتت وجهة تعتمدها مكاتب سفر غير مؤهلة لا تملك الخبرة السياحية في تنظيم الرحلات لكنها تعرض اسعاراً متدنية جداً تجتذب الزبائن ليفاجأ هؤلاء في ما بعد بأن الرحلة متعبة جداً وغير مدروسة لا توافق توقعاتهم.الدول العربية تشكل وجهة محبوبة من قبل اللبنانيين لا سيما مصر لكن الحر الشديد صيفاً يجعل السياحة الى مصر محصورة بشرم الشيخ والغردقة كونهما على البحر أما في الربيع والخريف فإن مصر بتاريخها وآثارها تشكل وجهة سياحية مرغوبة جداً. تونس بما تضمه من منتجعات سياحية بحرية رائعة والتي كان يقصدها اللبنانيون سابقاً تراجعت بسبب عدم وجود طيران تونسي في مطار بيروت ما أثر سلباً على السياحة بين البلدين. والأمر ذاته ينطبق على المغرب الذي يعاني اللبنانيون من صعوبة الحصول على تأشيرة للدخول إليه إضافة الى توقف الطيران الى بيروت. أما دبي فالمشكلة الكبرى هي في اسعار بطاقات السفر التي ارتفعت جداً بعد أن كانت بمتناول الجميع لكنها في مطلق الأحوال ليست وجهة صيفية.أوروبا التي تشكل زيارتها حلماً بالنسبة للكثير من اللبنانيين دونها صعوبات عملية ومالية. فعدد من السفارات بات يطلب وجود حسابات بالفريش الدولار عند تقديم طلبات فيزا الشنغن، قليلة هي السفارات مثل الفرنسية واليونانية التي تقبل بالحسابات المصرفية القديمة باللولار او الليرة اللبنانية. وهنا لا بد من الإشارة الى ان تقديم طلبات تأشيرات عبر مكاتب موثوقة يضمن الحصول عليها كون السفارات تسهل التأشيرات للمكاتب التي تملك مصداقية ومعروفة بأهدافها السياحية.