آخر جرس إنذار دوليّ للبنان وسط توتر الجنوب: لإنتخاب رئيسٍ وإلّا!

17 يوليو 2023
آخر جرس إنذار دوليّ للبنان وسط توتر الجنوب: لإنتخاب رئيسٍ وإلّا!


تزاحمت المواقف الدوليّة بشأن لبنان، اليوم الإثنين، وسط دعواتٍ عاجلة لمجلس النواب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقتٍ ممكن.
فمن الدّوحة، عاصمة قطر، جاء بيان اللجنة الدولية الخماسية المعنية بلبنان ليُجدّد المطالبة بالمضي بإصلاحات إقتصادية وإتمام إستحقاق الرئاسة، في حين أنه كان هناك إشاراتٌ باتخاذ إجراءات ضدّ “المعرقلين”.

ما تمّ إعلانهُ على جبهة قطر، تمت ملاقاتهُ ببيانٍ صادر عن وزارة الخارجيّة الأميركية التي تطرقت إلى إجتماع اللجنة الخماسية التي تضمّ ممثلين عن مصر وفرنسا وقطر والسعودية وأميركا. هنا، فإن ما قالته واشنطن أضافَ معطى آخر على بيان اللجنة، إذ أعربت عن قلقها حيال عدم اختيار قادر لبنان السياسيين خلفاً للرئيس ميشال عون حتى الآن. 
 
ماذا جاء في بيان اللجنة الخماسية؟بحسب بيانٍ صادر عنها، ناقشت اللجنة الخماسية الحاجة المُلحة للتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ إصلاحات اقتصادية ضرورية، مشيرة إلى أنّ إنقاذ الإقتصاد وتأمين مستقبل أكثر ازدهاراً للشعب اللبناني يعتمدُ على ما ستقوم به القيادة اللبنانية.
وأكدت اللجنة الإلتزام بسيادة لبنان واستقلاله، مشيرة إلى أنه من المهم أن يلتزم أعضاء البرلمان اللبناني بمسؤوليتهم الدستورية وأن يشرعوا في انتخاب رئيس للبلاد، وأضافت: “لقد ناقشنا خيارات محددة في ما يتعلق باتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم في هذا المجال”.
وأكملت: “بغية تلبية تطلعات الشعب اللبناني وتلبية احتياجاته الملحة، فلا بد أن ينتخب لبنان رئيساً للبلاد يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه ويشكل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، لا سيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي. إنّ بلداننا على استعداد للعمل مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية التي لا مفر منها لتحقيق ازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل”.
 
كذلك، شدّد اللجنة على الحاجة الماسة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، لا سيما في ما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020، داعية بقوة القادة والأطراف اللبنانية على اتخاذ إجراءات فورية للتغلب على المأزق السياسي الحالي.
 
وأكدت اللجنة أيضاً على أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية في لبنان.
 
وختم البيان بالقول: “تواصل كل من جمهورية مصر العربية والجمهورية الفرنسية ودولة قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية دعمها الثابت للبنان وتتطلع إلى استمرار التنسيق بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني”.
 
 
بيان الخارجية الأميركيةبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن “ممثلين من مصر وفرنسا وقطر والسعودية وأميركا التقوا لبحث حاجة لبنان الملحة للإسراع بانتخابات الرئاسة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية”.وأشارت الى أن “أميركا والدول الأخرى تشعر بقلق حيال عدم اختيار قادة لبنان السياسيين خلفا للرئيس ميشال عون حتى الآن”.
 
 
جرسُ إنذار وسط التوتر
ويأتي جرس الإنذار الدوليّ الجديد وسط التوترات الأمنية التي تشهدها الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة منذ عدة أسابيع، إذ يتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالسعي لاستفزازه وجرّه نحو حرب جديدة، محذراً من أن هذا السيناريو سيعود بالضرر الكبير على اللبنانيين.
 
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن تل أبيب نقلت تحذيراً للحزب اللبناني، أشارت فيه إلى أن استفزازاته على الحدود يمكن أن تؤدي لمواجهة عسكرية، مبينة أن حالة عدم الاستقرار السياسي بلبنان قد تدفع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لصرف انتباه الرأي العام لحرب مع إسرائيل.
 
وسبق ذلك، تحذيرات من جهات أمنية وعسكرية إسرائيلية على رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، من أن عدم رد إسرائيل على استفزازات حزب الله أفضى لتآكل قوة الردع، ويمكن أن يقود لاندلاع حرب جديدة.
 
مستويات جديدةوقال تقرير لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، إنه “وعلى مدى العام الماضي صعّد حزب الله بشكل مطرد من استفزازاته ضد إسرائيل على الحدود، لافتاً إلى أنه وخلال الشهرين الماضيين رفع الحزب من وتيرة تلك الاستفزازات لمستويات جديدة.
 
وأوضح التقرير أن “الحزب يفعل ذلك بشكل تجريبي وتدريجي ومنهجي من أجل دراسة ردود الفعل الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن ذلك كان أكثر بروزاً مع إنشاء حزب الله خيماً عسكرية على الحدود بين البلدين.
وحسب التقرير، فقد “شملت الاستفزازات الأخيرة للحزب إطلاق صواريخ دبابات على السياج الإسرائيلي، وإتلاف كاميرات المراقبة الإسرائيلية، وإلقاء الحجارة بينما يحاول الجيش الإسرائيلي بناء سياجه على طول الحدود”.
 
مواجهة مستبعدةبدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن “إسرائيل وحزب الله غير معنيين بمواجهة عسكرية واسعة في الوقت الحالي”، لافتاً إلى أن الحزب ضعيف جداً بسبب الخلافات الداخلية بالساحة اللبنانية.
وأوضح زيداني لموقع “ae.24 أن “الحزب يحاول فقط استفزاز إسرائيل، واستغلال أزمة ائتلاف بنيامين نتانياهو الحكومي والاحتجاجات ضده بشأن خطة إصلاح القضاء، في محاولة لإظهار الجيش الإسرائيلي ضعيفاً وغير قادر على الرد العسكري”.
 
واستدرك: “لكن بتقديري كلا الجانبين لا يرغبان بالحرب، ولا اندلاع أي مواجهة عسكرية في الوقت الحالي، كما أن وضع حزب الله في لبنان غير مهيأ لمواجهة واسعة مع إسرائيل وسيؤثر كثيراً على وضعه داخل لبنان”.
 
وبيّن زيداني، أن “استفزازات حزب الله على الحدود مرتبطة بأجنداتها الإقليمية، وخاصة الصراع الدائر بين حليفتها إيران وإسرائيل”، متابعاً: “ما يحدث جزء من المواجهة الإيرانية الإسرائيلية سواء في لبنان أو في سوريا”.
 
واستكمل: “المناوشات واردة جداً، وستستمر من كلا الطرفين؛ لكن الجميع يرغب في عدم الانزلاق إلى مواجهة عسكرية أوسع في الوقت الحالي”.
 
استعدادات عسكريةومقابل ذلك، يرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن “الأحداث على الحدود الشمالية بين حزب الله وإسرائيل تتجاوز التصريحات الإعلامية والتهديدات، وقد تصل لمستوى الاستعداد العسكري للمواجهة المقبلة”.
وفي حديثٍ لموقع “ae.24″، رأى عوكل أن الأوضاع الراهنة، وإن لم تشهد مواجهة عسكرية وشيكة، إلا أنها مؤشر قوي على إمكانية الانفجار في وقت لاحق”، في إشارة إلى إمكانية اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل في أي لحظة.
وأضاف: “استفزازات حزب الله على الحدود تمثل رسالة بالاستعداد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، التي هي لا تسعى للحرب، بسبب أزماتها الداخلية؛ لكنها لن تصمت كثيراً على الاستفزازات، خاصة وأنه يظهرها ضعيفة عسكرياً”.
وأكد المحلل السياسي أن “الاحتمالات المتعلقة باندلاع مواجهة عسكرية قوية بين حزب الله وإسرائيل تزداد قوة يوماً بعد يوم، وقد تكون الحرب هي المخرج لكلا الجانبين في ظل الأزمات التي تعيشها البلدان”.
 
وبحسب عوكل، فإن “الصراع الإيراني الإسرائيلي يغذي إمكانية اندلاع المواجهة العسكرية على الحدود مع لبنان، خاصة وأن إيران تعتمد بشكل كبير على حزب الله للرد على العمليات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية”.
 
كذلك، أشار عوكل إلى أن “هناك دوراً إيرانياً واضحاً في استفزازات الحزب لإسرائيل، وأن ذلك يمثل محاولة إيرانية لإشعال الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.