يوحي “التيار الوطني الحر” من خلال تسريبات عديدة عبر وسائل الإعلام بأن “حزب الله” هو الذي طلب الحوار معه لإيجاد مخرج للإستحقاق الرئاسي وأن الحزب قدم تنازلاً حقيقياً مرتبطا بعدم إصراره على دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بل بات منفتحاً على عدة أسماء يتحاور بشأنها مع حليفه البرتقالي للوصول الى تسوية.
عملياً، يكرر “التيار” اليوم ما كان الحزب يعبر عنه بشكل علني في المرحلة الماضية، اذ ان حارة حريك بالرغم من تمسكها بفرنجية كانت تطالب بالحوار مع “التيار”مراراً وتكراراً، وكان شرطه الوحيد هو تخلي “التيار” عن شرطه بأن لا يكون فرنجية مطروحاً بشكل كامل في اي تواصل او حوار بين طرفي إتفاق مار مخايل وهذا ما حصل.من خلال خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ظهر بوضح بأن الحزب لا يزال متمسكا بفرنجية بشكل كبير، لا بل يريد الذهاب الى أي حوار من أجل إقناع سائر الأطراف بأن فرنجية هو المرشح الافضل ربطاً بالتطورات الإقليمية وبالواقع السياسي والنيابي الداخلي، وهذا ما لن يعجب رئيس “التيار” جبران باسيل.حتى ان نصرالله ربط الضمانة التي يمكن ان يحصل عليها الحزب في لبنان بإسم رئيس الجمهورية، بمعنى آخر، لن يقبل الحزب بضمانات سياسية لان الضمانة الوحيدة التي يثق بها هي الشخصية السياسية التي كان لديها تجربة عملية معه، والتي تتمثل اليوم برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.هذا يعني أن “حزب الله” لن يقبل ثمناً سياسياً في مقابل تخليه عن فرنجية، أقله في القريب العاجل بل هو الذي يستعد لتقديم اثمان كبرى في مقابل حصوله على تأييد قوى سياسية عدة على رأسها “التيار الوطني الحر” داخلياً والمملكة العربية السعودية خارجياً، لذلك يبدو أن حظوظ “التيار” بإقناع الحزب بالتخلي عن فرنجية ضعيفة نسبيا، كما أوحى نصرالله بذلك.حتى ان بعض التسريبات تحدثت في المرحلة السابقة عن أن “التيار” هو الذي بدأ يقدم تنازلات بالتوازي مع تقاربه المستجد مع “حزب الله” وعلى رأس هذه التنازلات إنسحابه العملي من دعم الوزير السابق جهاد ازعور في المعركة الرئاسية وابتعاده التدريجي المتوقع عن “القوات اللبنانية” التي تحالف معها رئاسيا في الاشهر الماضية.
