ولفتت باوينس إلى أنه “لم يخطر ببال أحد من الإسرائيليين أن هذه المدينة النرويجية ذات المناظر الطبيعية الخلابة ستكون بمثابة خلفية لواحدة من أكبر الفضائح في الموساد، المسماة الليلة المريرة في صيف 1973″، وأضافت: “بعد بضعة أشهر من عملية ميونيخ في 1972، شرعت دولة الاحتلال بقيادة رئيسة الوزراء غولدا مائير في عملية أسمتها غضب الله بهدف القضاء على قادة منظمة أيلول الأسود منفذي تلك العملية، وأسندت المهمة للموساد بقيادة تسفي زامير، وفي غضون أشهر تم اغتيال 9 منهم في قبرص وأثينا وروما وباريس. كذلك، تم في بيروت اغتيال قادة من حركة فتح، لكن فريقاً من الموساد وصلَ مدينة ليلهامر النرويجية للقضاء على علي حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر، إلا أن تلك العملية ترافقت مع سلسلة هائلة من الأخطاء، انتهت بالقضاء على الشخص الخطأ، واعتقال 6 من أفراد الموساد”.وأشارت إلى أن “اطلاق النار على الشخص الخطأ وضع علامات استفهام أمام هذا الفشل المريع للموساد: فهل نشأت عن حكم خاطئ، أو فشل في القيادة، ولماذا لم يتعاون النرويجيون مع إسرائيل، وهل استخلص الموساد الدروس من هذا الإخفاق غير المسبوق، لأن الجنرال موشيه إلعاد أوضح أن “سلامة كان قائداً فلسطينياً ورجلاً ذات مآثر كثيرة، له قدر من العظمة كانت ستجعله يحل محل ياسر عرفات كرئيس لمنظمة التحرير”، فيما يؤكد المؤرخ وعضو الكنيست السابق البروفسور ميخائيل بار زوهار أن “عرفات رآه خليفة له”.وأكدت أنه “قبل ذلك الفشل في تلك الليلة، تأكد الموساد أنه من بين جميع قادة أيلول الأسود، كان الوحيد الذي لم يُقبض عليه، ولم يُقضَ عليه، هو علي حسن سلامة”، وتابعت: “عندما عملت دورية هيئة الأركان في بيروت، عرفت أنه ليس بعيدًا عنها، مع العلم أن تسفي زامير رئيس الموساد، وأهارون ياريف الرئيس السابق للجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أخبرا غولدا مائير أنها إذا أرادت محاربة منظمة أيلول الأسود، فيجب أن تدوس رأس الأفعى لتنتفي المنظمة من الوجود”.وكشفت أن “خطأ الموساد في اغتيال الشخص المستهدف ساهم بتأليف العديد من الكتب وإنتاج الأعمال السينمائية التي حاولت البحث في أسباب إخفاق تلك العملية”، وأضافت: “المفاجأة كانت هي أنه بعد 15 دقيقة من إعلان الموساد عن اغتيال سلامة، وصل تقرير يفيد بأنه تم رؤيته يتدرب في فندق ببيروت”، وهنا كانت اللحظة الصادمة.وأوضحت أن “التخطيط لعملية الاغتيال كان معيبًا، فقد اتضح في اللحظة الأخيرة أنه لا توجد طرق لفرار عناصر الموساد الذين تم اعتقالهم في النرويج، رغم ورود أنباء أن علي حسن سلامة سيسافر إلى أوسلو على متن الخطوط الجوية السويسرية، ورغم توفر رقم الرحلة والتاريخ والوقت، لكن المعلومات تم إلحاقها بكلمة “ربما”، فهل مثل هذه البلاغات الاستخبارية التي تصل الموساد يجوز أن تنتهي بكلمة ربما، ومن دون الحديث عن المصدر؟”.