كتب عبد الوهاب بدرخان في” النهار”:يحاول “حزب إيران”، بعدما قاد أزمة الفراغ الرئاسي الى انسداد، أن يستعيد “الابن الضال” العوني الى حظيرته ليخترق به الاستعصاء المسيحي، فهذا يمنحه انفراجاً في مأزقه الداخلي ويعزز موقفه مع الخارج. لكن، احتياطاً، نقل “الحزب” هذه الأزمة الجنوب، ومنه الى الخارج، فأسهل المجازفات والمناورات تبادل التمريرات مع العدو الإسرائيلي ما داما متفقين على عدم الذهاب الى حرب. فحتى الترسيم البرّي للحدود، بعد البحري، ليس أولويةً عند الحزب، لأنه سيعني عندئذ “سلاماً” موثّقاً، وإيران لا تبحث عن “سلام” كهذا. لذا قال الأمين العام لـ”الحزب” إن الهدف ليس الترسيم بل “تحرير” الأرض المحتلة، أي “المقاومة” المستمرّة.
قبل أن يخسر “حزب إيران” ورقة مرشّحه الوحيد يريد أن ينتزع ثمناً، فأيّاً يكن الرئيس أصبحت خريطة الطريق الإيرانية مرسومة أمامه: “شرعنة” السلاح غير الشرعي وإضفاء شرعية على ميليشيا “الحزب” كجيش موازٍ أو كـ”حشد شعبي” تموّله الدولة ولا إمرة لها عليه، كما في العراق الذي يعاني من “حشده”. وبعدما حدّد بيان “الخماسية” تفضيله لرئيس “يجسّد النزاهة ويوحّد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول…” لا بدّ أن “الحزب” سيواصل التهديف على قائد الجيش للحؤول دون طرحه كـ”خيار ثالث” قويّ، أمّا المرشّحون الآخرون فإن “نزاهتهم” لا تكفي لأن ضعفهم تجاه “الحزب” هو المقلق.