لن أقول لها وداعًا لأنها باقية بيننا، بضحكتها الحلوة، بروحها المرحة، بحبها للحياة، بتفانيها في تربية أولادها، في حبّها للقريب والبعيد.
لن أقول لك وداعًا يا “ست الحبايب”. هكذا كان يعبّر زملينا الغالي وصديق العمر فارس عندما يناديك. كنت له كل شيء في هذه الدنيا. كنت الأم، والأب، والأخت، والصديقة.
رينيه، يا ست الكل، أذكر كيف كان فارس ينتظر “الويك أند” ليهرع مسرعًا إلى قريته، ليكون إلى جانب الأم الحنون، وإلى جانب أمّه الثانية، أمنّا العذراء.
لم تكن تعني له البهرجات الشيء الكثير. ما كان يطلبه هو أن يحظى فقط برضاك، وأن يراك تبتسمين على رغم كل الصعوبات وهموم الحياة، وأن تكوني بصحة جيدة.
قبل أن ينقل إليّ خبر أصابتها بوعكة صحية فجائية ونقلها إلى المستشفى كان يجلس إلى جانبها ويمازحها، وكان يهمّ إلى مغادرة المنزل لواجب اجتماعي حين غابت عن وعيها.
هي تعزية، وقد تكون القديسة ريتا، شفيعته الدائمة، قد ألهمته لكي يكون إلى جانبها في لحظاتها الأخيرة.
ما نعبّر عنه في هذه السطور ليس سوى قليل من كثير الكثير لما نكّن لها من محبة واحترام وتقدير، لها ولجميع أبنائها الأعزاء، كارلوس وباسم واندريه وبشير، وبالطبع للحبيب فارس.
لن ننساك يا ست الكل في كل مرّة نسمع صوتك من خلال صوت ابنك الحبيب. جرحه كبير، وكذلك جرحنا. لن نقول لك وداعًا حتى نلتقي من جديد.