لا تنتظروا التطمينات

22 يوليو 2023
لا تنتظروا التطمينات


كتب نبيل بو منصف في “النهار”: استحقاق الانتقال في حاكمية المصرف المركزي كانت تفرض استنفارا استباقيا منذ فترة طويلة وليس من الساعة كما يجري الآن لأن ما رسا عليه الخيار الحتمي القسري للانتقال لن يكفي مهما حصل في منع انفجار الفجوة او الفقاعة التي ستتسبب بها نهاية “معادلة رياض سلامة التي عمرها ثلاثة عقود بالتمام بكل ما حفلت به من تطورات وسياسات وهندسات واستقرار وتوظيفات وتلاعبات ومعارك اختلطت فيها السياسات السياسية بالاستراتيجيات المالية.

بلغ الامر بلبنان جراء الاستعصاء عن تحديد التبعات والمسؤوليات وانطلاق المحاكمات التي كان يتوجب ان تطاول مجمل الطبقة السلطوية الى جانب السلطة المالية والنقدية والمصارف قاطبة، حدّ اليأس من قيام “الدولة” في لبنان في المطلق على نحو يتجاوز معادلة لا دولة مع استئساد دويلة السلاح. ولا ندري كم يعني الرأي العام اللبناني الضحية الأولى والأخيرة مع المودعين اللبنانيين وسائر رعايا القهر والفقر والاجهاز على جنى الأعمار، ان تنعقد لجنة او لجان نيابية في آخر الأيام قبل الاستحقاق المخيف الزاحف لكي يطلعوا علينا بجديد من تلك الترّهات التي تزعم ان نواب الحاكم استفاقوا فجأة على ابلاغ نواب الامة بأن الحاكم المتحكم الديكتاتور لم يكن يلتفت الى معارضتهم السديدة لقراراته وانهم عاشوا فترة تمزق في إدارة المرفق الأخطر في لبنان. ولا ندري بعد بيان نواب الحاكم الأربعة المهدِّد بالاستقالة ومن ثم شهاداتهم امام نواب الامة، أي “نواب بنواب”، من ذا الذي يملك الصدقية الكافية بعد ليسأل الآخر لماذا لم تستقل ولماذا صمتَّ صمتَ العارف والقابل والساكت عن الحق الى آخر الأيام المنذرة برعب انتقالي وفجوة مالية تتهدد البلاد؟والسؤال الذي ينطوي على مشروعية وشرعية والزامية الشكوك يبعد اكثر مع نواب الامة ولجانها وبرلمانهم العامر، وهو لماذ انتم أيضا لم تقيموا الدنيا وتقعدوها اقله حين ارتسمت معالم التوظيف والتلاعب او الارباك والتخبط والقصور في رسم خريطة آمنة لعبور استحقاق الانتقال الصعب والخطير لحاكمية مصرف لبنان من دون تعريض اللبنانيين ولبنان لهزة زلزالية جديدة يستحيل ان نثق في أي مرجعية او جهة رسمية او حكومية او نيابية او مصرفية او مالية تزعم بان لبنان سيعبرها بأمان؟والحال اننا بصفتنا مواطنين ضحايا، نعاين الآن خطر بلوغ هذه الدوامة العبثية ما ينذر بتداعيات إضافية قد تفوق بطبيعتها السلبية سابقاتها. وعبثاً ننتظر أو نصدّق “تطمينات” مخادعة قبل الساعة الصفر!