كتبت نداء الوطن: الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي فرضت نمطاً جديداً في حياة اللبنانيين، تكاد تكون قد أحدثت انقلاباً في طرق العيش لجهة ترتيب الأولويات بين الضروريات والكماليات، وبين ميزان الأكثر حاجة وموازنة القدرة المالية بعدما تدنّت القدرة الشرائية ارتباطاً بالرواتب الشهرية بالليرة اللبنانية وارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي والغلاء.
ومن الظواهر الجديدة في أنماط الحياة التي كسرت العادات والتقاليد المتعارف عليها في قضاء عطلة الصيف، انتشار ظاهرة استئجار «الفيلات» ذات المسابح الخاصة في منطقة صيدا، حيث بدأ الكثير من العائلات بالإقبال عليها وخاصة المغتربة منها على اعتبارها ملاذاً آمناً من تلوث البحر وازدحامه من جهة، وهرباً من كلفة المسابح الخاصة في ظل غلاء رسومها من جهة أخرى.بالمقابل، يوضح أصحاب هذه «الفيلات» أنّ تأجيرها هو موسم في الصيف في ظل الركود الاقتصادي والتجاري، والترويج لها يتمّ عبر صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك أو عبر المستأجرين أنفسهم الذين يبلغون الآخرين بمدى السعادة في قضاء أيام في الاستمتاع بالخصوصية والاسترخاء وبكلفة أقل.تنتشر هذه «الفيلات» في منطقة صيدا ومرتفعات قراها وتمتدّ من مغدوشة جنوباً، إلى كفرجرة وقرى ساحل جزين شرقاً، إلى كرخا وبقسطا شمالاً وصولاً إلى جون في إقليم الخروب، وتتنوّع بين فيلات مفروشة مع مسبح خاص وبين مسبح مع بيت صغير، وتتراوح أجرة الأولى بين 120 دولار في نهاية الأسبوع و100 دولار في باقي الأيام، بينما الثانية تتراوح بين 60 و80 دولاراً اميركياً.ويقول وليد لـ»نداء الوطن» وهو أحد أصحاب المسابح الخاصة في منطقة كرخا – قضاء جزين، مشيراً إلى «أن الموسم هذا العام مزدهر بل مزدحم، نظراً لكثرة المغتربين العائدين إلى الوطن ويرغبون بقضاء عطلة بأجواء من الخصوصية والاستراخاء وسط مناخ جميل وطبيعة خلابة».تأجير الفيلات في منطقة صيدا بدأ منذ سنوات وتحديداً تلك التي تتميز بتصاميم عصرية وفخمة أو ذات طبيعة خلابة من الأشجار والأزهار، لتصوير حفلات الخطوبة والأعراس والتخرّج، إذ يتمّ تأجيرها لساعات محددة لالتقاط الصور للمخطوبين أو العروسين أو الطلاب الخريجين من أجل تخليد الذكرى بأجمل الصور ولو كانت كلفتها مرتفعة نوعاً ما، وامتدّت في باقي المناطق اللبنانية وخاصة الجبلية منها لتصوير مسلسلات بعيداً من الازدحام.