باريس تميز نفسها عن الخماسية.. الحراك فرنسي بحت!

26 يوليو 2023
باريس تميز نفسها عن الخماسية.. الحراك فرنسي بحت!


حسمت الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني أمرها بالذهاب نحو استراتيجية سياسية جديدة بعيدا عن الأسلوب الفرنسي الديبلوماسي الذي عمل في لبنان لاشهر طويلة بتفويض اميركي شبه كامل، وبات التوجه اليوم أكثر صرامة وحدّة ويهدف للوصول الى نتائج سريعة بغض النظر عن الخلافات الداخلية اللبنانية التي لن يكون هناك اي امكانية لتجاوزها بالحوار. 

قررت الدول الخمس الذهاب نحو سياسة الضغط والتلويح بالعقوبات، وقد يصل الامر الى تبني مرشح دون سواه وتأمين الدعم النيابي له، عبر التواصل المباشر مع النواب، وعليه لن يكون مهما، بالنسبة للخماسية، موقف “حزب الله” او رفضه لهذا المرشح او ذاك، وهذا يعني، بعيدا عن رؤية الدول الخمس، أن الفراغ سيستمر لوقت طويل. لن يتمكن، في الأشهر المقبلة، أي فريق من فرض مرشحه الرئاسي على الفريق الاخر، حتى بالمعنى العددي، اذ ان التوازن في المجلس النيابي لا يمكن كسره بسهولة، كما ان قدرة “حزب الله” التعطيلية ووجود عدد من خصوم الحزب الرئاسيين الذين لا يريدون كسره يجعل من ضغوط الدول الخمس من دون جدوى فعلية.. لكن بالرغم من كل هذا السلوك والتوجه الجديد الذي اجمعت عليه الخماسية، لا تزال باريس تتمتع بهامش واسع من الحركة السياسية، من دون ان يكون لديها أي غطاء سياسي من الولايات المتحدة الاميركية او من أي دولة اخرى، وهذا ما سيظهر من خلال الجولة الحالية للموفد الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان. تقول مصادر مطلعة ان جولة لودريان ستكون بروتوكولية للقول أن الدور الفرنسي في لبنان مستمر، لكنها لن تؤدي الى نتائج فعلية ،وهذا لا يعني ان باريس ستتخلى عن استراتيجيتها، بل ستبقى تقوم بمساع توافقية وستبقى مبادرتها قائمة، لكن من دون اي دعم من الدول المعنية المؤثرة بالملف اللبناني، ما سيضعف قدرتها على إحداث أي خرق.. وترى المصادر ان فرنسا لن تدخل في سياسة الضغوط التي قد تبدأ من الولايات المتحدة الاميركية، بل ستحافظ على علاقتها الإيجابية بكل القوى السياسية وتحديدا “حزب الله” ولن تفرط بقدرتها على التواصل مع كل الاطراف. ولعل الانكفاء الفرنسي الذي سيصبح امرا واقعاً في المرحلة المقبلة لن يكون نهائيا بل ستعاود باريس محاولاتها بعد فشل استراتيجية شركائها الدوليين.