حزب الله هو العنوان فلا تضيِّعوا البوصلة

27 يوليو 2023
حزب الله هو العنوان فلا تضيِّعوا البوصلة


كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: بعد عهد الرئيس سليمان، اتخذ «حزب الله» قراره بالانتقال من وضع اليد «عملياً» على الدولة، إلى وضع اليد «رسمياً»: شغور في سدة الرئاسة سنتين ونصف السنة، لإيصال العماد ميشال عون إلى بعبدا، وكرّت سبحة وضع اليد: تعيينات، مقررات مجالس الوزراء، وحتى الموافقة المسبقة على جداول أعمال مجالس الوزراء، وإلى المعادلة المعلنة «شعب وجيش ومقاومة»، أضاف «حزب الله» معادلة غير معلنة وهي: «حق الفيتو»، لا يمر قرار إلا بموافقة «الحزب»، لا في مجلس النواب ولا في مجلس الوزراء، ولا في الادارات الكبرى.

هذا الواقع كانت الدول المؤثِّرة في لبنان، تراقبه بدقة، فاتخذت قراراتها تباعاً بالخروج من الرِمال المتحركة اللبنانية، ولسان حالها يقول: «وليُقلِع اللبنانيون أشواكهم بأيديهم، فلماذا نساعد دولة هي دولة «حزب الله» أو سقطت في يد «حزب الله»؟ اليوم، الوضع هنا؟ ومن هنا إلى أين؟ ما القرار؟ الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، تقول للسائلين، من لبنانيين وغير لبنانيين، حين يُسألون عن إمكان مساعدتهم للبنان: «لبنان واقع تحت سيطرة «حزب الله»، فهل تريدوننا أن نساعد «حزب الله»؟ وحين يأتي الجواب: «لا قدرة لنا على مواجهة «حزب الله»، يأتيهم الجواب المضاد: «ولماذا علينا نحن أن نواجه «حزب الله» بدلاً عنكم».عملياً، هذه هي الدوامة الواقع فيها لبنان: الدولة تحت سيطرة «حزب الله»، وما لم يُطرَح الموضوع على هذا المستوى، فإنّ الطرح بأسلوب «التجزئة»، سيبقى قاصراً عن المعالجة المجدية، عنوان المعركة هو «حزب الله»، وأي حَرفٍ عن «مسار المعركة» ستبقى المعالجة قاصرة، فحتى لو انتُخِب رئيس وتشكلت حكومة وأعيد الإنتظام العام إلى الدولة، ولكن بقي سلاح «حزب الله»، فلا ينتظرنَّ أحد أي مساعدة من الخارج، فيبقى البلد في وضع المراوحة.لا تضيعوا البوصلة، العنوان هو «حزب الله».