هل حان الوقت لتكرار ما حصل عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقرير لـNational Interest يكشف

27 يوليو 2023
هل حان الوقت لتكرار ما حصل عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقرير لـNational Interest يكشف


 في ظل الاضطرابات التي يتخبط فيها كل من لبنان وإسرائيل، قد يفترض المرء أن البلدين سيعملان على تجنب أزمات إضافية بأي ثمن. لكن عوضاً عن ذلك، تختار كل من بيروت وتل أبيب تصعيد النزاع الحدودي الطويل الأمد، مما يثير مخاوف بشأن اندلاع صراع كبير على غرار حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وبحسب موقع “The National Interest” الأميركي، “في حين لا يستطيع أي من الجانبين تحمل تكاليف قتال متجدد بهذا الحجم، يحاول الطرفان إظهار قوتهما إنما كلٌ من موقعه. علاوة على ذلك، من المحتمل أن ترى النخب السياسية في كلا البلدين في الأزمة على أنها وسيلة لتشتيت انتباه السكان عن القضايا الملحة الأخرى. وتشمل نقاط الخلاف بين الطرفين: مدينة الغجر والمناطق الريفية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحتلت إسرائيل هذه المناطق في حرب الأيام الستة عام 1967 بعد أن كانت في الأصل جزءًا من مرتفعات الجولان السورية. وتحتل إسرائيل الجولان حاليًا على الرغم من إدانة الأمم المتحدة بعد ضمها عام 1981، ما أدى إلى تفاقم الصراع الحدودي بين بيروت وتل أبيب، بينما زاد من تعقيد النزاع القائم مسبقًا بين سوريا ولبنان”.
وتابع الموقع، “كما أصبح واضحاً في الشهرين الأخيرين، ها هي اليونيفيل تكافح لاحتواء العدوان على جانبي الحدود. وتصاعدت حدة التوترات الأخيرة بعد أن نصب حزب الله خيمتين في المنطقة الحدودية بين البلدين وذلك رداً على قيام إسرائيل ببناء سياج حدودي حول الجانب اللبناني من قرية الغجر. إن هذه السلسلة من الأحداث تختلف عن سابقاتها والتي تحدث بشكل منتظم في هذه المناطق، والتي غالباً ما تأتي رداً على أعمال العنف التي يتعرض لها الفلسطينيون. كما وتواصل إسرائيل انتهاكاتها من خلال استمرار احتلالها للجولان واختراق الأجواء اللبنانية وقصف أهداف إيرانية في سوريا”.
وأضاف الموقع، “بالنسبة للبنان، وخاصة حزب الله، ترتبط هذه الجولة جزئياً على الأقل بالعنف الأخير الذي شهدته الضفة الغربية، أي الغارة الإسرائيلية الوحشية على جنين في 4 تموز والتي أدت إلى استشهاد 12 فلسطينياً ودمرت مساحات شاسعة من الممتلكات. ومع ذلك، لعب السياج الإسرائيلي حول قرية الغجر دوراً في الصراع الأخير، فقضية أحقية لبنان بهذه الأراضي لا تقتصر فقط على حزب الله وإنما تشمل اللبنانيين أجمعين”.
وبحسب الموقع، “تجد الطبقة السياسية في لبنان في أزمة الحدود وسيلة لتشتيت انتباه اللبنانيين عن المشاكل السياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد. أما في إسرائيل، فإن أي نزاع حدودي من قبل المسلحين المدعومين من إيران من شأنه أن يستدعي رداً. وحزب الله لا يشكل استثناء لأنه يمثل أكبر تهديد لإسرائيل على حدودها. وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أنها قادرة على مواجهة الحزب إلا أنها تفضل عدم إظهار ضعفها أمام خصمها الأساسي. واللافت أن حزب الله يقوم بالشيء عينه”.
وتابع الموقع، “لحسن الحظ أن أيا من الطرفين لا يرغب في تصعيد كبير على الحدود المتنازع عليها. من جهة، تكافح إسرائيل مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن جهود الإصلاح القضائي في ظل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كما وتكافح مع الوضع الأمني المتزايد الصعوبة في الضفة الغربية. من جهة أخرى، لا يبدو أن حزب الله مستعد لمواجهة إسرائيل، وظهر ذلك جلياً بعد أن أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ من جنوب لبنان في نيسان الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن تل أبيب اختارت أيضًا تجنب التصعيد في ذلك الوقت”.
وختم الموقع، “في حين أن هذه الجولة من انعدام الأمن على الحدود بارزة واستثنائية، لا يبدو أن أياً من اللاعبين الأساسيين على استعداد لتصعيد الأمور. فلم يحن الوقت لتكرار ما حدث عام 2006”.