قال النائب السابق فارس سعيد ردا على سؤال لـ «الديار» عما حقّقته زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الثانية إلى بيروت: أولاً علينا أن نوضح أمام الرأي العام أن زيارة لودريان، بعكس ما كان يجري الحديث بأن المبادرة الفرنسية قد انتهت، وأن لودريان أتى بهدف تمرير الوقت، أرى أن هذه الزيارة أنتجت تحوّلين:
ـ الأول، هو انكباب المعارضة اللبنانية على إمكان المشاركة في الحوار، وهذا تحوّل، لأن هكذا كلام لم يكن مطروحاً عند أي فريق من أفرقاء المعارضة، في حين يقول اليوم الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل والجميع في المعارضة، انه يجب التشاور فيما بيننا كي ندرس كيفية التعامل مع طرح الحوار، وهذا تحوّل كبير.
أما التحوّل الثاني، تابع سعيد، هو الذي قدّمه بالأمس النائب جبران باسيل، عندما قال «اعطونا اللامركزية الإدارية والإصلاحات المالية والاقتصادية، واعطونا حصتنا في صندوق الاستثمار، وخذوا منا ست سنوات في رئاسة الجمهورية»، وهذا أيضاً تحوّل هائل من قبل «التيار الوطني الحر»، بما يعني أن من يقرأ بين السطور بإمكانه فهم أن التحوّل بدأ عند «التيار الوطني الحر» للتجاوب مع المبادرة الفرنسية، وللتجاوب خاصة مع «حزب الله».
وعن استمرار الاهتمام الخارجي بلبنان، أكد سعيد، أن ما حصل هو أنه بات هناك وعي عندنا وعند مكوّنات المعارضة، بأن البيان الخماسي الذي صدر أعاد أولاً لبنان إلى الخريطة العربية والدولية، بدليل تأكيد هذه الدول على الاهتمام بلبنان، وثانياً، أن اتفاق الطائف والدستور هو حجر الأساس لإعادة تنظيم العلاقات اللبنانية ـ اللبنانية وبناء الدولة، وثالثاً أن الكلام عن سلّة متكاملة تقول بأن سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة كان كلاماً فرنسياً، ولم يكن كلاماً من قبل اللجنة الخماسية، وأتصوّر أن هذا الموضوع يمكن معالجته من خلال الحوار، الأهم هو أن المعارضة تدرس إمكان المشاركة في الحوار، في حين أنها لم تكن تريد المشاركة فيها من قبل، والأمر الأكثر أهمية هو قبول النائب باسيل شروطا معينة مقابل مكاسب، هو يعتبرها هكذا لصالح المسيحيين ولصالح اللبنانيين، اي لا مركزية إدارية موسّعة وصندوق الاستثمار، وخطة نقدية.