شغل الوضع الأمني المتفجّر في مخيم عين الحلوة اللبنانيين بعدما بدا أن الأمور تخرج عن السيطرة، وتهدّد بتوسّع الانفجار الى خارج المخيم، مع سقوط قذائف على مواقع الجيش أدّت الى صدور بيان عن قيادة الجيش يحذّر من استهداف مواقعه ويؤكد أنه سوف يضطر للردّ على النار بما يلزم.
اهتزت صيدا ومجمل الجنوب امس بانفجار عنيف وواسع وخطير للاشتباكات ،حيث استهدفت كبرى المنظمات الفلسطينية حركة “فتح” بضربة موجعة على ايدي عناصر إسلامية ولا سيما منها “عصبة الأنصار” أودت بقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني اللواء اشرف العرموشي مع أربعة من رفاقه في مكمن نصب لهم الامر الذي رفع حصيلة الاشتباكات في المخيم إلى ستة قتلى وعدد كبير من الجرحى .
وانطلقت حركة اتصالات ولقاءات لتهدئة الوضع الأمني وتسليم المطلوبين والمتهمين باطلاق النار. ونعت حركة “فتح” في لبنان العرموشي ورفاقه.
واعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان أن “توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الاقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين” .وقال إن “تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها”.واشار إلى أن “هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب أولها انها تكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا امر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية وأيضا فان هذه الاشتباكات تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها الاف الشهداء”. وطالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الامني وتسليم العابثين بالامن الى السلطات اللبنانية.وكتبت” النهار”: لم يكن ينقص المشهد اللبناني المأزوم المقبل على أسبوع مثقل بالتطورات الأشد حرارة من لهيب الطقس الصحراوي الذي يلفحه سوى ان ينفجر مخيم عين الحلوة في “اوقح” استباحة دموية مفتعلة على ايدي واصابع وغرف عمليات قوى إقليمية سعت عبر “الساحة اللبنانية” الى التشويش المكشوف على مصر التي جمعت امس تحديدا كل الفصائل الفلسطينية في مؤتمر ذي اهداف تنسيقية وتوحيدية .وكتبت” الاخبار”:ما جرى في اليومين الماضيين في عين الحلوة لم يجر حصره بعد، لكنّ مصادر ميدانية متابعة أشارت إلى ضرورة حصول تحقيق مهني في ظروف اغتيال الضابط الفتحاوي أبو أشرف العرموشي، إذ تظهر الوقائع أنها كانت أقرب إلى عملية إعدام وليس إلى اغتيال عشوائي. كما أشارت إلى أن عمليات الاغتيال ليس بعضُها مرتبطاً ببعض،وأن محاولة تحميل قوى إسلامية بعينها مسؤولية ما يحصل ليست بالأمر السهل، خصوصاً أن المواجهات ليست جديدة بين فتح ومجموعات تنتمي إلى «جند الشام» أو إلى «الشباب المسلم». حتى عن عصبة الأنصار التي اتُّهمت بتوفير الحماية والدعم للمسلحين الإسلاميين، نفت علاقتها بالاشتباكات، فيما كان لافتاً إقحامها في الأمر، بعد وقت قصير من وفاة أبرز قادتها «أبو طارق السعدي»، وبدء النقاش حول إمكانية حصول تسوية تسمح لقائدها الفعلي «أبو محجن» بالتحرك براحة أكبر وسط المخيم.ووفق معلومات «نداء الوطن» فإن باب الحل لتهدئة الموقف في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، بقي مسدوداً أمس على رغم محاولة «هيئة العمل المشترك الفلسطيني»، التي لم تتكلّل بالنجاح. وعلى غرار أحداث مماثلة سابقاً، شهدت منطقة المناوشات نزوحاً كثيفاً للسكان وتضرر الممتلكات داخل المخيم ومحيطه. وأوضحت المعلومات أنّ سبب تأجيج التوتر في المخيم هو مقتل القيادي في حركة «فتح» العميد أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه. وجاء مقتل هؤلاء بعد مقتل ناشط إسلامي أول من امس. لكن سقوط العرموشي عقّد الموقف، ما جعل «فتح» تغيب عن الاجتماع الذي دعت اليه حركة «أمل» بتعليمات من رئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حارة صيدا. واعتبرت «فتح» مقتل هذا القيادي «انتكاسة كبيرة» لا يمكن التهاون فيها.ووفق المعلومات، فإن ما يدور في المخيم هو مناوشات لن تؤدي الى تغيير الوقائع الميدانية، وهي تدور على محوري الصفصاف والبركسات. واتخذت المناوشات طابعاً سياسياً يتمثل بالمواجهة بين «فتح» والاسلاميين، لكنها أيضاً ارتدت طابعاً عشائرياً يعود الى أعوام خلت.ونفت المعلومات أي صلة لما يحصل في المخيم بحركة «حماس» أو «عصبة الأنصار»، وقالت إنّ خلفية ما يجري يعود الى فترة كان هناك تنظيم يسمى «الشباب المسلم»، الذي جرى حلّه وتسمّى عناصره باسم «الناشطين المسلمين».وأشارت مصادر سياسية وأمنية لـ”البناء” إلى أن اشتباكات الأمس مفتعلة لجر مخيم عين الحلوة الى معركة عسكرية جديدة من أطراف خارجية لها مصلحة في ذلك عبر تحريك أدواتها في لبنان لضرب أمن المخيم وجواره، لا سيما أن الجميع يعرف انتماءات بعض التنظيمات الإسلامية المتطرفة في المخيم لقوى إقليمية ودولية”. وحذرت المصادر من توريط الجيش بمعركة عسكرية طويلة مع قوى متطرفة داخل المخيم على غرار معركة نهر البارد في العام 2007 وإلا لماذا الاستهداف المقصود لمراكز الجيش اللبناني في المنطقة؟ الأمر الذي دفعه لإرسال فوج المغاوير والتهديد بالردّ على مصادر النيران.