رغم وجود إتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بعد سلسلة من الإشتباكات الدّامية، ما زالت المناوشات المسلحة قائمة داخل مخيم عين الحلوة وتحديداً بين عناصر حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني الفلسطيني من جهة، وعناصر من جماعة “جند الشام” من جهة أخرى.
وأشارت معلومات “لبنان24” إلى أنّه يتم تسجيل إطلاق نارٍ بين الحين والآخر وتحديداً في منطقتيْ الطوارئ والتعمير، وسط إستخدام لقنابل تُسمع أصوات إنفجاراتها في مختلف أنحاء المنطقة.
في غضون ذلك، أعلنَ محافظ الجنوب منصور ضو في بيان، اليوم الإثنين، استمرار توقف عمل الإدارات الرسمية في سرايا صيدا يوم غد الثلاثاء، بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة جرَّاء الاشتباكات.
كذلك، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، تمديد قرار إقفال فروع الجامعة اللبنانية في المدينة بسبب الإقتتال القائم.
“فتح” ملتزمة بوقف إطلاق النار
وكان مسؤول إعلام حركة “فتح” في صيدا يوسف الزراعي أكد لـ”لبنان24″ أنَّ قوات الحركة والأمن الوطني الفلسطيني، ملتزمة بوقف إطلاق النار في مُخيّم عين الحلوة، مشيراً إلى أن الرصاص الذي يُسمع بين الحين والآخر من المخيم سببه إعتداء بعض المجموعات المسلحة على مراكز ومواقع “فتح” في حي الطوارئ والتعمير.
وفي سياق حديثه، كشف الزراعي أنَّ الحادث المشار إليه أسفر عن مقتل العنصر في قوات الأمن الوطني عمر محمد الذي نُقل إلى مستشفى الهمشري جريحاً وفارق الحياة هناك متأثراً بإصابته، وأضاف: “إنَّ عناصر فتح والأمن الوطني ملتزمة بالتصدي لأي محاولة تستهدف مواقعها داخل المخيم، وجميع المسلحين التابعين للحركة ما زالوا في مواقعهم القتالية وسط إلتزام تام بوقف الإشتباكات مع الإحتفاظ بحق الرد على أي إستهدافٍ يطالهم من الأطراف الأخرى”.وأوضح الزراعي أنَّ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور أصدر تعليماته بوقف إطلاق النار عقب الإجتماع الذي عقد بين القيادات الفلسطينية ونواب وفعاليات صيدا، اليوم الإثنين، وقال: “إثر ذلك، تحرك فوراً قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد الشعلان الذي عُيِّن خلفاً لأبو أشرف العرموشي لتنفيذ وقف إطلاق النار في المخيم اعتباراً من الساعة 7 مساءً تقريباً، وذلك بالتنسيق مع قائد القوة المشتركة اللواء محمود العشوري”. وتابع: “بعد إستهداف حي الطوارئ والتعمير، أقدم مسلحون أيضاً هذا المساء على إستهداف مجمع بستان القدس، ما استدعى رداً سريعاً من قوات الأمن الوطني على مصادر النيران”. وختم: “لم نترك الشارع وهناك إصرار لدينا على التهدئة لكننا سنتعامل مع أي تهديدٍ يطال مواقعنا والعناصر المنتشرة فيها”.
ظهورٌ مسلح خارج المخيم
إلى ذلك، كشفت معلومات “لبنان24” أنَّ عناصر من “سرايا المقاومة” المتواجدين في محيط مخيم عين الحلوة إستنفروا بشكلٍ كبير في مناطق تمركزهم تحسباً لأي طارئ وسط الإشتباكات القائمة في المخيّم.
ولفتت المعلومات إلى أنَّ نقاط تمركز عناصر “السرايا” تتمحور بشكلٍ أساسي في حي التعمير التحتاني المُحاذي لمدخل مخيم عين الحلوة لجهة مستشفى صيدا الحكوميّ.
كذلك، قالت المصادر إنِّ هؤلاء العناصر مجهزون بأسلحة رشاشة، وقد انتشروا في أكثر من مكانٍ بين الأبنية وداخل الأزقّة.
إجتماعٌ غداً
ومساء اليوم، ذكرت قناة “الجديد” أنّ إجتماعاً سيُعقد يوم غدٍ الثلاثاء في دار الفتوى بمدينة صيدا عند الساعة الـ12 ظهراً، وسيضمّ النائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري إلى جانب النائبة السَّابقة بهيّة الحريري.
ولفتت القناة إلى أنّه سيشارك في الإجتماع المسؤول في الجماعة الإسلاميّة بسّام حمود إلى جانب عددٍ من المرجعيّات الروحية في المدينة.
وأشارت “الجديد” إلى أنهُ من المُقرّر صدور بيانٍ عن الإجتماع يعكسُ موقف مدينة صيدا الرّافض للإقتتال في المخيم، موضحة أنّه سيكون هناك إستنكارٌ أيضاً لعمليات الإغتيال وإستهداف المدنيين عمداً أو عن غير قصد.كذلك، سيُطالب البيان المُنتظر بوقف إطلاق النار والإحتكام للمؤسسات.