كتب صلاح سلام في” اللواء”: الجيش، المؤسسة الوطنية الكبرى، وصاحب عيد الأول من آب، فهو جزء لا يتجزأ من معاناة هذا الشعب المقهور، والمنكوب بمنظومته السياسية، لأن تركيبته البشرية تختصر النسيج اللبناني، بكل ألوانه الطائفية والمناطقية، ويصيبها ما يصيب الأكثرية الساحقة من اللبنانيين في هذه الظروف المعيشية الخانقة.
Advertisement
العسكريون يعضّون على الجرح، ويكظمون الغيظ، مثل عائلاتهم الصابرة بشرف وبشهامة، على شظف العيش، حفاظاً على الكرامة وعزة النفس.
وإلاّ كيف نفهم جيشاً يتحمل الأعباء الأمنية المعقدة والمتزايدة، كما هو الحال في الوضع اللبناني، وجنوده محرومون من أبسط متطلبات الغذاء الصحي، وفي مقدمتها اللحوم على أنواعها، وبعض المواد الغذائية الضرورية للعسكر في جيوش العالم.
وكم يُقدّر اللبنانيون التضحيات الجسام الذي يبذلها «عسكر لبنان» بالروح والدم أحياناً، جنوداً وضباطاً، في الحفاظ على الأمن وحماية البقية الباقية من الإستقرار، وإخماد بؤر التوتر، والتصدي للفتن والإحتكاكات النارية، مقابل الرواتب التي تبخرت قيمتها الشرائية مع تدهور سعر الليرة، وباتت معاشات العسكر تُقاس بالعشرات بعدما بلغت المئات والألوف حتى زمن قريب.
حتى المواصلات العسكرية لم تعد متوفرة كفاية، ولا تقديمات المحروقات بقيت على حالها، فضلاً عن الأعطال التي أدت إلى سحب العديد من المركبات من الخدمة، لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لإصلاحها.
ولولا المنحة النقدية التي تأتي شهرياً من قطر والولايات المتحدة مباشرة للجيش وقوى الأمن الداخلي، دون المرور بمتاهات السلطة الفاسدة، كنا فقدنا آخر الرهانات على بقاء الدولة بحماية المؤسستين العسكرية والأمنية.
وعلى أمل أن يكون الأول من آب العام المقبل عيد الفرج والفرح بعودة الدولة إلى الوطن، لكم يا «عسكر لبنان» كل المحبة والتقدير من شعبكم الوفيّ لتضحياتكم وصمودكم البطولي.