هجومٌ خطير يكشف ما يُدور في عين الحلوة.. معلومات تفضحُ تحرّكات الإرهابيين

2 أغسطس 2023
هجومٌ خطير يكشف ما يُدور في عين الحلوة.. معلومات تفضحُ تحرّكات الإرهابيين


يبدو واضحاً أنَّ مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا قد دخل مرحلةً جديدة من العمل الأمنيّ بعد الإشتباكات القائمة منذ 4 أيّام وتحديداً بين حركة “فتح” وعناصر تابعة لتنظيم “جند الشام” وجماعة “الشباب المُسلم”.  

 
فعلياً، كان يوم أمس الثلاثاء بمثابة اختبارٍ جديدٍ لقدرة “فتح” على ضبطِ مقاتليها على مختلف المحاور، فهؤلاء التزموا مبدئياً عدم شنّ أي هجماتٍ في حال لم يتعرّضوا لأي إطلاق نارٍ من الأطراف المقابلة. ولتثبيت هذا الأمر والتأكيد على أنّ الحركة الفلسطينية مسيطرة ميدانياً على فصائلها المسلّحة وأنَّ لديها قبولٌ بوقف إطلاق النار، تمّت الإستعانة بوفد “هيئة العمل المشترك الفلسطيني” مساء الثلاثاء والذي دخل المخيّم لتجميد الإقتتال ومنع حصول أي مناوشاتٍ جديدة قد تدفع المخيم نحوَ معارك جديدة ضارية. 
 
وقائع هجومٍ خطير.. و “تفخيخ المخيم” قائم 
 
اللجوءُ إلى وفد الهيئة الفلسطينية جاء بعد “هجومٍ” مباغت حصل من حي الطوارئ باتجاه حي البركسات، ومنفذوه كانوا مقاتلين من “جند الشام”. الأمر الخطير هنا يكمن في أنّ هؤلاء تنكّروا بملابس نسائيّة لتنفيذ عمليتهم ضدّ نقاطٍ عسكرية لـ”فتح” وقوات الأمن الفلسطيني المُشترك. بحسب معلومات “لبنان24″، فإنّ الإستهداف للعناصر “الفتحاوية” كان من مسافةٍ قريبة جداً، وما يتضح هو أنّ النيّة لدى تلك الجماعات المتطرفة كانت “فرط الهدوء” وتصفية العناصر الأمنية لـ”فتح” في عُقر دارها. أما النقطة الأخطر بشكلٍ كبير فترتبطُ بأنَّ العناصر الإرهابية باتت تسعى للتقدّم أكثر والخروج من معاقلها أكثر فأكثر، في خطوةٍ تحصلُ لأول مرّة وبهذا الشكل خلال الإشتباكات، ما يعني أن مُخطّط التوسع مطروحٌ بقوة داخل المخيم، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى معركةٍ كبرى باتت فصولها تُحضّر من الآن.  
 
مع ذلك، فإنّ ما تبين، بحسب معلومات “لبنان24” هو أنّ تفاصيل الهجوم الذي حصل، جرى تسريبها من أوساطِ الجهات الإرهابية خارج المخيم، وقد وردت الإشارات في هذا الإطار إلى “مخابرات الجيش” التي أبلغت “فتح” فوراً بأن هناك شيئاً ما سيحصل. وعلى الفور، كان التأهب والإستنفار حاضراً وتمّ التصدي للهجوم الذي جرى بشكلٍ سريع. 
 
كذلك، تشيرُ مصادر ميدانية في عين الحلوة إلى أنَّ الأساليب الخطيرة التي يعتمدها عناصر “جند الشام” توحي بأنَّ هناك عمليات “إنغماسية”، موضحةً أنَّ “هجوم هذه العناصر بالشكل الذي حصل يكشف عن أمرين: الأول وهو أنَّ هدفها كان تصفية أكبر عددٍ من مقاتلي فتح والأمن الوطني الفلسطيني، أما الثاني فكان إبراز رسالة مفادها أنَّ هناك قدرة للعناصر الإرهابية على التحرك في أي مكانٍ تريدهُ داخل المخيم حتى لو كلفها ذلك إنتهاء حياتها”. 
 
وفي ظلّ “مشهدية النار” القائمة، تكشف معلومات “لبنان24” أنَّ هناك لقطات مُصورة وصلت مؤخراً إلى “فتح” والأجهزة الأمنية اللبنانية، توثّقُ مشاهد لإنخراط عناصر إرهابيّة بالقتال في عين الحلوة، الأمر الذي يساعد الجهات العديدة في التعرف أكثر على المتورطين بالمعارك. 
 
ووفقاً للمصادر، فإنَّ دخول عناصر من “داعش” إلى المخيم بات مثبتاً لدى جهات أساسية عديدة في عين الحلوة، وهناك مساعٍ قائمة حالياً لتحديد المنافذ التي حصلت عبرها عملية الدخول تلك، لاسيما أنَّ ما جرى يعدُّ مؤشراً كبيراً على مخطط فتنوي غير عادي.  
 
كذلك، تقول المصادر إنَّ هناك معلومات انتشرت بين يومي الإثنين والثلاثاء تُشير إلى أنّ عناصر “جند الشام” وعناصر متشددة أخرى تسعى إلى اعتماد أسلوب “تفخيخ الأشياء” وتفجيرها في مراكز أمنية أساسية داخل المخيم، مشيرة إلى أنَّ هذا الأمر قد يحصلُ بشكلٍ مباغت وفي إطارٍ خطيرٍ جداً يدلّ على أنّ الأمور قد تتخذُ منحى تصاعدياً في عملية الإستهداف.
 
إلتزامٌ بالتهدئة.. ولكن
 
بالتوازي، يقولُ مصدرٌ قيادي في حركة “فتح” لـ”لبنان24″ إنَّ الحركة ملتزمة بالتهدئة، لكنّها لن تتردّد في تنفيذ أيّ عملية “تطهيرٍ للمخيّم” من العناصر الإرهابية المُتحصنة هناك، ويضيف: “نمارس كل الوسائل لضبط وقف إطلاق النار… صحيحٌ أن الحركة مُنيت بخسارة كبيرة تمثلت بمقتل القيادي أبو أشرف العرموشي قبل أيام على يد عناصر جند الشام والإرهابيين، إلا أنها رغم ذلك تريدُ تحصيل حقّها بتسليم قتلة العرموشي من دون أي هزّة أمنية. إلا أنّ ما يبدو هو أنَّ عناصر التنظيمات المتشددة لا ترغب سوى التعاطي بلغة النار، والحركة جاهزة للتصدي لهؤلاء وهي لن تسكت عن الجريمة بتاتاً”.  
 
وكشف المسؤول “الفتحاوي” أنَّ التنظيم الشعبي الناصري وحركة “أمل” ومختلف الفصائل الفلسطينية الأخرى، تعهدت بمواصلة العمل على متابعة ملف تسليم القتلة ورفض أي تغطيةٍ لهم، مشيرة إلى أنَّ حركة “حماس” تعدُّ صلة الوصل الأساسيّة مع “جند الشام” والجهات الأخرى المُتشدّدة، وقد وصلت إلى هؤلاء الرسائل المطلوبة، وعليهم الإحتكام لكل الشروط.. وفي حال لم يفعلوا ذلك، فعندها ترى “فتح” أنها ملزمة بإنهاء وجود هؤلاء بكافة الوسائل حتى لو اضطر الأمر لشنّ عملية عسكريّة واسعة النطاق في عين الحلوة.  
 
في حصيلة الأمر، فإن ما يمكن قوله هو إنَّ المخيم بات على “فوهة بركان” مسلّح، والرهان يكمنُ في مدى قدرة الأطراف المختلفة على ضبط الوضع وتطويق ذيول ما حصل بأقل خسائر ممكنة.. فهل ستكون الساعات المقبلة شاهدة على إنهاء التوتر أم على جولة تصعيدٍ جديدة؟ حتماً.. فلننتظر…