تُخيّمُ أجواءٌ من الهدوء الحذِر حالياً على مخيَّم عين الحلوة بمدينة صيدا رغم سماع بعض الرّشقات النارية، ظهر اليوم الأربعاء، وتحديداً من أحياء الطوارئ والبركسات.
وأشارت معلومات “لبنان24” إلى أنّ الطلقات الناريّة التي سُمعت سببها قيام أحد القناصين المتواجدين على سطح مسجد الصفصاف بإستهداف عناصر لحركة “فتح” و “قوات الأمن الفلسطيني” برصاصاتٍ عديدة، ما استدعى رداً على من مقاتلي “فتح” على مصادر النيران.
ويأتي هذا الحدث بعد المساعي التي حصلت يوم أمس لتثبيت وقف إطلاق النار بين “فتح” وعناصر تنظيم “جند الشام” داخل المخيم، وتحديداً بعد زيارة وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى عين الحلوة، الثلاثاء، لترسيخ التهدئة بشكلٍ كامل.
من جهتهِ، كشف القيادي في حركة “فتح” اللواء ماهر شبايطة لـ”لبنان24″ أنَّ الحركة ملتزمة بشكل كاملٍ بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه سيتم اليوم الإعلان عن لجنة التحقيق الخاصة بجريمة إغتيال المسؤول السابق للأمن الوطنيّ الفلسطيني في مدينة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي، والذي قضى برصاصات مسلحين تابعين لفصيل “جند الشام” داخل البستان اليهودي في المخيم.
وأشار شبايطة إلى أنَّ لجنة التحقيق ستضم ممثلين عن مختلف الجهات والأطراف الفاعلة، موضحاً أنَّ الإشتباكات التي كانت تتجدّد بين الحين والآخر داخل المخيم، سببها أنّ المُتطرفين والإرهابيين هناك لا يريدون الإنتقال إلى البنود الأساسية ضمن إتفاق وقف إطلاق النار والتي تنصُّ على تشكيل لجنة تحقيق بجريمة قتل العرموشي وتسليم المتورطين بها.
وأوضح شبايطة أنَّ القيادة الفلسطينية تؤكد حرصها على أمن المخيم، موضحاً أن حركة “فتح” تُنسق بشكلٍ كامل مع مختلف المرجعيات الصيداوية واللبنانية وهي لن تتخذ أي قرار بشأن أي خطوة مستقبلية إلا بالتنسيق معها، وأضاف: “نحنُ متمسكون بالتهدئة رغم أنه تم إستهدافنا بالنار، كما أننا نشدّد على حقنا بتسليم المطلوبين الذين قد يتمّ الإعلان عن أسمائهم أيضاً”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، جرى توجيه اتهام شخصيات عديدة في المخيم بقتل العرموشي من بينها الفلسطيني أحمد السعدي المُلقب بـ”أبو محجن”.
وفي هذا الإطار، كشف شبايطة لـ”لبنان24″ أنّ السعدي لم يكن موجوداً في مكان إستهداف العرموشي، موضحاً أنّه لا معلومات بشأن تورّطه بالجريمة، وقال: “أبو محجن موجود حالياً داخل منزله في المخيم، وجميع أسماء المطلوبين موجودة لدى الجهات المعنية والأمرُ قيد المتابعة بإستمرار”.
