تفجير المرفأ حدث تهجيري بامتياز

4 أغسطس 2023
تفجير المرفأ حدث تهجيري بامتياز


أكد النائب غسان حاصباني “العمل على تخليد ذكرى شهداء تفجير 4 آب واستمرار السعي لتحقيق العدالة”.وقال في لقاء نظمه مع أهالي الشهداء والمصابين والمتضررين من تفجير الرابع من آب، بالتعاون مع منطقة بيروت في “القوّات اللبنانيّة” في فندق “Le Gabriel ” في الأشرفية، في حضور النائب نديم الجميل، أعضاء من مجلس بلدية بيروت وعدد من مخاتير العاصمة، وفاعليات بيروتية، بالإضافة إلى أعضاء من المجلس المركزي في “القوات”  وأهالي الضحايا: “لكن بإحياء ذكراهم، نشدد تصميمنا على الابقاء على الأحياء في ارضهم وبيوتهم والحفاظ على هويتهم في مواجهة مخطط الشر الذي يواجههم والذي بدأ قبل ٤ آب ٢٠٢٠. للأسف السنوات تمر وحجم الجريمة يكبر. من جريمة قتل، فتهجير، الى تغيير في هوية المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت”.

 وأكد “أهمية استمرار العمل على استقلالية القضاء واستمرار التحقيق بنزاهة حتى كشف الحقيقة، حماية العدالة دولياً عبر المقاربة بعرائض من اجل حضّ المجتمع الدولي على مؤازرة هذا القضاء والمساهمة بتحريره من القبضة التي تضغط عليه، بالإضافة إلى الاستمرار بالمحافظة على ما لدينا كي ننطلق منه لنبني ونستمر بعد كشف الحقيقة وتحقيق العدالة”.أضاف حاصباني: “نعمل على ذلك من خلال التشريعات والقوانين التي أعددناها في مجلس النواب لتعزيز استقلالية القضاء، مروراً باسئلة واستجوابات للحكومة حول عرقلة التحقيق – لمساءلتها ولو بعد حين، فحتى لو كانت حكومة تصريف اعمال حالياً فهي تعرقل مجتمعة التحقيقات وخصوصا مع تمنع وزير المال عن التوقيع على مرسوم تعيين القضاة – وصولاً الى العرائض الموجهة الى الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية حول تحقيقات تفجير المرفأ والتي بدأت تأتي بنتائج ملموسة. لم نتوقف يوماً عن مؤازرة اهل الشهداء والضحايا ولن نتوقف حتى تحقيق العدالة، وخطوتنا تكاملية مع الاهالي”.ولفت الى انه “تمّ الوصول الى مرحلة متقدمة في هذا الصدد حيث هيئة حقوق الانسان في الامم المتحدة والبرلمان الاوروبي يدفعان باتجاه تشكيل لجنة تقصي حقائق في الامم المتحدة”. وقال:”هذه خطوة أساسية رغم ان بعضهم عمد الى حرف الانظار عن النقاط المهمة التي تضمنها قرار البرلمان الاوروبي الاخير بشأن تفجير 4 آب عبر التركيز فقط على البند 13 المتعلق بملف النزوح السوري”.كذلك، توقف عند “تخويف الناس من تطاول الآخرين على لبنان وسيادته والتدخل في شؤونه، وخصوصًا في ما يتعلّق بالتحقيق الدولي او حتى لجنة تقصي الحقائق”، موضحاً أن “حماية العدالة دولياً هي امر طبيعي ويضطر المجتمع الدولي للتدخل من أجل تأمين ذلك خصوصاً متى تطاول اللبناني على دولته ومؤسساتها، متى  تطاولت السلطة على شعبها وقتلته وجوّعته وقوضت العدالة، متى هدّد اللبناني الآخر وخونه بقوة الأمر الواقع والسلاح، ومتى  خونوا الضحية وكرموا الجلاد. نعم، حينئذ، يصبح الدور الخارجي اساسياً لإنقاذ الشعب من خاطفيه في الداخل”.أضاف: “هناك عائلات كثيرة ما زالت غير قادرة على العودة الى منازلها بالرغم من الترميم الخارجي، فالداخل ما زال غير قابل للاستعمال. كما هناك من يخطط لنسف مرفأ بيروت وبيعه “على القطعة”، ونسف المنطقة المجاورة له في المدور ومار مخايل والصيفي، وتغيير هويتها وديموغرافيتها وملكيتها بمخططات تفرغ المنطقة من سكانها وتحولها الى عقارات للبيع”، مشيرا الى أن “منطقة الجميزة ومار مخايل تعاني من الفوضى المفرطة في استخدام محلاتها بشكل غير قانوني واستباحة ارصفتها والتصرف العشوائي بمشاريع طرقاتها وأرصفتها والتضييق على سكانها خلافا لما يريدون، متسببة بتهجيرهم من المنطقة وتفريغها من طابعها التراثي والثقافي وتغيير هويتها تحت شعار التطوير المدني والسياحي والحضري المزيف”.وشدد على أن “هذا هو الخطر الكبير وهذه هي المفاعيل البعيدة المدى لتفجير العصر. لكننا لن نتوقف عن الدفاع بكل ما اوتينا من امكانات، عن هذه المنطقة وأهلها، عن تاريخها ومستقبلها. بيروت ليست متروكة فنحن من هنا وسنبقى هنا. هذه ارضنا وجذورنا، وهذه المنطقة لطالما كانت قلعة صمود في وجه الطغاة وستبقى محافظة على اهلها وهويتها، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”.ختم بدعوة كل لبناني إلى أن يكون في 4 آب الى جانب أهل الضحايا والشهداء ويشاركهم مسيرتهم، “فهي انتفاضة على الظلم ومسيرة تحقيق العدالة ليس فقط لمن استشهد او تضرّر بل لكل لبناني بوجه الظلم الذي طاله”.بعدها، ألقى وليم نون كلمة أهالي شهداء فوج الإطفاء، شكر فيها لـ “القوات اللبنانية” الدعوة لهذا اللقاء، موضحاً أنهم بحاجة إلى “دعم الجميع بمن فيهم الأحزاب والكتل النيابية من اجل الدفع بمسار التحقيق قدماً وكشف الحقيقة وتحقيق العدالة”، معتبراً أن هناك بعض الأحزاب تعرقل هذا المسار. لذا ندعو لاستمرار التعاون من اجل تحقيق مطالبنا وأهمها لجنة تقصّي حقائق دولية، والتصدي لعرقلة حزب الله وحلفائه لمسار التحقيق مهما كلّف الأمر.