سوّينا الخلاف مع السفير الفلسطيني

4 أغسطس 2023
سوّينا الخلاف مع السفير الفلسطيني


كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: منذ وقت ليس بالقصير بدت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني التابعة لرئاسةالحكومة، وكأنها في انكفاء واحتجاب، لكن فجأة صارت تحت دائرة الضوء من بابواقعتين:
الأولى: الكشف عن أن الجانب الفلسطيني قرّر مقاطعة اجتماعات اللجنة الهادفة الىوضع “الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينيين”، المبنية على أساس تصورمتكامل أقرته مجموعة العمل حول قضايا اللاجئين في لبنان في كانون الثاني عام 2017،وذلك تحت عنوان “رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللاجئين الفلسطينيين فيلبنان”. وهو ما ولّد انطباعاً فحواه أن ثمة اعتراضاً فلسطينياً على بعضمضامين هذه الاستراتيجية ما أعاد الى الأذهان مشهد تعارض الرؤى اللبنانية –الفلسطينية المزمن حيال أي مشروع أو تصوّر من شأنه أن ينظم الوجود الأمني والاجتماعي والسياسي الفلسطيني في لبنان ما يقود الى طيّ صفحة الخلاف التاريخيةالتي بدأت بعد اللجوء الفلسطيني الى الأراضي اللبنانية.

والثانية مع اشتعال الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة ظهر في الوسط السياسي والإعلامي من يرمي رئيس اللجنة الدكتور باسل الحسن بـ”تهمة التلاعب بالساحةالفلسطينية في لبنان” ما أفضى الى تفجير تناقضاتها الكامنة. ورافق هذا الاتهام كلام فحواه أن رئيس جهاز الأمن الفلسطيني في سلطة رام الله حمل إبان زيارته الأخيرة لبيروت شكوى الى المسؤولين ضد الحسن مطالباً بوقف “هذا التلاعب”.
وقال الحسن لـ “النهار”: :”لا بد أولاً من الإشارة الى أن اللجنة لم تقرّ بعد الاستراتيجية الوطنية للاجئين إذ ما تزال الأمور في دائرة النقاش الداخلي تمهيداً لإقرارها بصيغتهاالنهائية. والمعلوم أن هذا النقاش يشارك فيه الى فريق اللجنة الأطراف والجهات الفلسطينية واللبنانية المعنيّة (سفارة فلسطين وفصائل وأحزاب لبنانية). وبناءً علىذلك يصير الحديث عن خلافات ومقاطعة حديثاً غير دقيق إن لم نقل إنه مريب ولا يعكس واقع الحال”.وقال رداً على سؤال آخر: “نحن عندنا قاعدة أساسية نعمل بهدي منها الآن ومستقبلاً وهي أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.ونتعاطى مع كل مكوّنات الشارع الفلسطيني ولكن تحت سقف المنظمة. من هذا المنطلقأبرمنا تفاهماً مع السفارة وكل الفصائل والأطراف الفلسطينية على إطلاق هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم فصائل المنظمة وغيرها لتكون صلة وصل مع اللاجئينوالمخيمات”. فضلاً عن ذلك كله يضيف الحسن “أدّينا كلجنة أدواراً في العلاقة بين حركتي الجهاد وحماس والأمم المتحدة إبان الهجمات الإسرائيلية علىالمخيمات في الداخل كما أدّينا أدواراً مهمة في العلاقة بين الفلسطينيين ووكالةالأونروا ولا سيما خلال ترؤس لبنان اللجنة الاستشارية للوكالة خلال العامينالمنصرمين. ولقد وجه إلينا الأمين العام للأمم المتحدة في أكثر من بيان إشادة بهذاالدور وتقديراً له”.وعن مصير الخلاف بين اللجنة والسفارة الفلسطينية؟ أجاب الحسن: “لقد تجازونا هذا التباين. وقد اجتمعت أخيراً مع السفير أشرف دبور في مستشفى الهمشري في صيدا إبان المساعي المبذولة لضبط الوضع في عين الحلوة. وأوضح كل مناوجهات نظره وتبيّن لنا أن مساحات التفاهم بيننا أكبر بكثير من مساحات الخلاف.واتفقنا على معاودة التنسيق والعمل المشترك كما في السابق”.