كتب صلاح سلام في” اللواء”:٤ آب سيبقى تاريخاً لثالث أقوى إنفجار في الكرة الأرضية، والذي يوازي القنابل النووية التي ألقيت على هيروشيما وناكازاكي وأدت إلى استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. كيف نبرر الدعوة للإستعانة بالقضاء الدولي، ونحن سارعنا إلى محو آثار الجريمة وقرائنها، بسرعة البرق، وقبل أن تنجلي غبار الإنفجار المروِّع، حتى لا تظهر الحقيقة في وضح النهار؟
Advertisement
أي مسؤول يتجاهل طرف الخيط في هذه الجريمة النكراء التي نشرت الدمار والخراب، وأوقعت مئات القتلى والجرحى، وشردت آلاف العائلات من بيوتها، ويتغاضى عن ملاحقة ملف السفينة المشبوهة التي نقلت مواد الدمار، وكشف ملابسات محاولات إغراقها في مرفأ بيروت؟
بماذا يمكن أن يبرر المسؤول، أي مسؤول، عدم حصول أي تقدم في ملف التحقيق بجريمة العصر، رغم مضيّ ثلاث سنوات على وقوعها بالتمام والكمال؟
دماء الضحايا تصرخ على أعتاب القضاء العاجز، وعلى أبواب السلطة الفاشلة، وأرواح الأبرياء ستبقى أطيافها تقضُّ مضاجع أطراف المنظومة السياسية الفاسدة التي تواطأت في ما بينها لوأد الحقيقة في أنقاض الأبنية المنهارة بالإنفجار الزلزالي.
أما عمليات إعادة بناء المرفأ، وترميم مئات الأبنية المتصدعة، فقد دخلت دهاليز الصفقات المسمومة، وما زالت تدور في متاهات السمسرات الفاسدة.